على مر التاريخ ، تم إعادة تشكيل العالم الذي نعيشه بشكل دوري من خلال التقنيات الرائدة التي يتم الوصول إليها. من تألق توماس إديسون الذي جلب المصباح الكهربائي ، والإبداع الجماعي لشركة لوسنت التي ساعدت عى ظهور الهاتف المحمول إلى آخر التقنيات التي نشهدها اليوم ، لطالما أحدثت التكنولوجيا المُزعزعة ثورة في حياتنا باستمرار.
إذن ، ما هي الطرق التي اختبرنا بها هذا النوع من التكنولوجيا في العقد الماضي؟ تحقق من كيفية اختيار النوع المُناسب من التكنولوجيا القابلة للارتداء لمُطابقة أهداف لياقتك.
ما هي التكنولوجيا المُزعزعة؟
تم ذكر الابتكارات المُزعزعة لأول مرة من قبل كلايتون كريستنسن ، أستاذ بجامعة هارفارد ، في مجلة Harvard Business Review عام 1995 ، والتي قام بنشرها لاحقًا في كتابه ، “معضلة المُبتكر” ، الذي تم نشره في عام 1998. وفقًا لكريستنسن ، تُشير هذه التكنولوجيا إلى الابتكارات التي تُلبي في البداية المجالات مُتخصصة الأسواق أو القطاعات ذات الحد الأدنى ولكنها تنمو في النهاية لتحل محل الصناعات أو المُنتجات القائمة.
بعبارات أبسط ، تُشير إلى الأفكار أو الاختراعات الجديدة التي تُغيِّر تمامًا كيفية قيامنا بالأشياء. إنها تُسبب تزعزعًا داخل الصناعات القائمة وتُغيِّر حياتنا اليومية ، مما يجعل المنتجات أرخص وأسرع وأفضل ومتاحة للجميع.
فالتكنولوجيا المُزعزعة أو التكنولوجيا المُسببة للاضطراب أو التكنولوجيا المُغيِّرة أو التكنولوجيا الإحلالية أو التكنولوجيا التخريبية. وهي التكنولوجيا التي تُبدل بشكل كبير الطريقة التي تعمل بها الشركات. قد تُضطر التكنولوجيا أو التقنيات المُزعزعة الشركات إلى تغيير الطريقة التي تُقْدم بها على عملها أو المخاطرة بفقدان حصة السوق أو المخاطرة بأن تُصبح بلا قيمة. تشمل الأمثلة الحديثة على التكنولوجيا التخريبية الهواتف الذكية والتجارة الإلكترونية لبيع التجزئة.
بالإضافة إلى ذلك ، لا ينبغي الخلط بين هذا النوع من التكنولوجيا والابتكار التدريجي المُعاكس ، وهو تحسن صغير وبطيء يتم إجراؤه على المُنتجات أو التقنيات الحالية بهدف الحفاظ على مركزها التنافسي أو تحسينها بمرور الوقت. تختلف التكنولوجيا المُزعزعة لأنها تُحدث تغييرًا فوريًا في السوق ، مما يتطلب من الآخرين أن يحذوا حذوها أو يتسبب في تخلفهم عن الركب.
قد تُدرك الشركات المُجازِفة والمُخاطرِة أكثر إمكانات التكنولوجيا التخريبية وتحاول إيجاد طرق لدمجها في عملياتها التجارية ولكن معظم الشركات تتجنب المخاطرة أكثر وسوف تعتمد الابتكار فقط بعد رؤية كيفية أدائها مع الجمهور الأوسع.
قد تجد الشركات التي تفشل في تفسير التأثيرات لتكنولوجيا تخريبية جديدة أنها تفقد حصتها في السوق للشركات التي وجدت طرقًا لدمج التكنولوجيا بالطريقة التي تُدير بها العمل ورأس المال.
بعد أن فهمنا ماهية هذه التكنولوجيا وكيف تتناقض مع التحسين الإضافي ، دعونا الآن نستكشف كيف اختبرناها في العقد الماضي.
1. نماذج اللغات الكبيرة والذكاء الاصطناعي
قبل عشر سنوات ، كان مفهوم الذكاء الاصطناعي قد بدأ للتو في الظهور بقدرات واستخدامات محدودة. كانت معظم روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي ، مثل Siri و Alexa و”مساعد Google”، قائمة على القواعد ، ولا تتعامل إلا مع المهام البسيطة والمُتكررة ، مثل توفير المعلومات الأساسية أو تشغيل الموسيقى أو حجز المواعيد.
أصبح الذكاء الاصطناعي أكثر تقدمًا وتعقيدًا ، مع إمكانات واستخدامات مُحسّنة في أغلب المجالات. يتم تشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT من OpenAI و Microsoft Bing AI و Google Bard من خلال التعلم العميق ، باستخدام الشبكات العصبونية للتعلم من كميات كبيرة من البيانات وإنشاء استجابات بناءً على السياق والقصد. يُمكنها التعامل مع المهام المُعقَّدة والمُتنوعة من خلال المُطالبات الصحيحة ، مثل تقديم توصيات مُخصصة وإنشاء محتوى نصي وصوري وتأليف الموسيقى والفيديوهات ومهارات التدريس وما إلى ذلك. نتصور أنه بعد عشر سنوات من الآن ، سيتم تزويد معظم المنازل بنظام الذكاء الاصطناعي- المُساعد المُزوَّد بكل ما يحتاجه من أجل التحكم في الإضاءة والأمن وإمدادات المياه ونظام الصوت وغير ذلك.
ومع ذلك ، فإنَّ أحد المخاوف المُقلقة بشأن الذكاء الاصطناعي هو كيف يُمكن أن يُعطل مُستقبل العمل ، لأنه يُمكن أن يجعل بعض العمال أكثر إنتاجية بينما يحل محل الآخرين المُتخصصين في المهام الزائدة عن الحاجة أو المُتكررة. تدور الاهتمامات الأخرى حول الخصوصية والأمان والتحيز والمساءلة والشفافية وما إلى ذلك ، خاصة عند التعامل مع بيانات أو قرارات حساسة أو شخصية. تحقق من الطرق التي سيُغيِّر بها الذكاء الاصطناعي التوليدي سوق العمل.
2. الحوسبة السحابية
تُوفر الحوسبة السحابية خدمات مثل التخزين عبر الإنترنت والخوادم والبرمجيات كخدمة دون الحاجة إلى البنية التحتية الفعلية.
وفقًا لـ Statista ، ارتفع سوق الحوسبة السحابية من 145 مليار دولار في عام 2017 إلى 591.79 مليار دولار بحلول عام 2023. أحدثت هذه التكنولوجيا ثورة في ممارسات العمل ، وعززت نماذج العمل عن بُعد والهجينة ومشاركة البيانات بسلاسة عبر الأجهزة. كما عززت الرعاية الصحية من خلال تسهيل التشخيص عن بُعد والتطبيب عن بُعد والطب الدقيق. بالإضافة إلى ذلك ، في التعليم ، زادت الحوسبة السحابية من الجودة وإمكانية الوصول ، مما مَكَّن المُعلمين من تقديم الدروس وتتبع التقدم وتقديم الدعم عن بُعد.
3. الأمان بدون كلمة سر
هل تذكر كيف كان نسيان كلمة السر أمرًا مُتكررًا؟ حسنًا ، بفضل شركات التكنولوجيا الكبرى التي تُقدم أمانًا بدون كلمة سر ، أصبح هذا الآن شيئًا من الماضي. مع الأمان بدون كلمة سر ، لن تُضطر إلى إدخال كلمة سر أو رمز PIN. بدلاً من ذلك ، يُمكنك استخدام طرق المقاييس الحيوية أو الرموز المُستخدمة لمرة واحدة أو الرموز المادية للوصول إلى حساباتك عبر الإنترنت.
اكتسب الأمان بدون كلمة سر قوة دفع في مختلف القطاعات والصناعات. في الواقع ، أظهر استطلاع أجرته HYPR أن 54% من كبار السن يفضلون المصادقة بدون كلمة سر على كلمات السر التقليدية.
نفذت العديد من التطبيقات المصرفية المEصادقة البيومترية لتطبيقات الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول. في مجال الرعاية الصحية ، أدت شراكة Microsoft مع Nuance Communications إلى ظهور حل بدون كلمة سر يستخدم التعرف على الصوت للمُصادقة على الأطباء والمُمرضين الذين يصلون إلى سجلات المرضى. تحقق من كلمات السر هي شيء من الماضي: لماذا يتم التخلص التدريجي منها في هذا العام.
4. السيارات ذاتية القيادة الكهربائية
لقد رأينا كيف أنَّ السيارات ذاتية القيادة الكهربائية التي يُمكن أن تستشعر بيئتها وتتنقل على الطرق دون تدخل بشري بدأت في ملء سوق السيارات في العقد الماضي. هذه السيارات ذاتية القيادة ، مثل Tesla، تسير عبر ميزة Autopilot. الشركات الأخرى التي تخطو خطوات واسعة في هذه الصناعة تشمل Zoox و AutoX و Waymo وغيرها.
بينما ظهرت السيارات الكهربائية كحل لتقليل انبعاثات الاحتباس الحراري ، لا تزال السيارات ذاتية القيادة تتطلب بعض التحسينات لتحقيق الكمال. ومع ذلك ، يُمكننا أن نتوقع بثقة الهيمنة الوشيكة للسيارات ذاتية القيادة على طرقنا. تحقق من المدن الذكية والسيارات ذاتية القيادة: كيف يبدو مستقبل صناعة السيارات؟
5. الطائرات بدون طيار
الطائرات بدون طيار مُثيرة للغاية ، سواء كانت ذاتية التحكم أو عن بُعد. لقد كانت حقًا تقنية غيرت قواعد اللعبة في السنوات الأخيرة. يُظهر تقرير صادر عن شركة ماكينزي أنه في أوائل عام 2022 ، تم تسليم أكثر من 2000 طائرة بدون طيار تجارية يوميًا على مستوى العالم ، والتي ربما ارتفعت بشكل كبير منذ ذلك الحين.
من التصوير الجوي المُذهل وتصوير الفيديو إلى تسليم الطرود وحتى الاستجابة للطوارئ ، غيَّرت الطائرات بدون طيار الطريقة التي نتعامل بها مع معظم المهام. إنها تجد أهمية كبيرة في مجال الأمن ، ولا سيما تقديم قدرات مراقبة ورصد مُتطورة لإنفاذ القانون والقطاع العسكري والقطاع الخاص. هذا ليس كل شئ؛ يُمكنك القيام بأشياء مجنونة (مُمتعة نوعًا ما) باستخدام طائرة بدون طيار.
لا يمكن إنكار تأثير الطائرات بدون طيار ، وسوف نستمر في رؤية التحسينات حتى عندما نجد استخدامات جديدة لهذه المركبات الطائرة التي تُغيِّر قواعد اللعبة.
6. العملات المُشفرة وشبكات Blockchain والميتافيرس ورموز NFT
حولت تقنية Blockchain بشكل جذري العديد من أنظمة الإنترنت القائمة على الخوادم المركزية إلى نظام مُشفر لامركزي وغير قابل للتغيير وشفاف في السنوات العشر الماضية. ولدت العملات المُشفرة والميتافيرس ورموز NFT من هذه التكنولوجيا.
حفزت هذه التقنيات الأربعة أشكالًا جديدة من الابتكار والإبداع والتعبير والتعاون. تُمكِّنك شبكات Blockchain والميتافيرس من إنشاء المحتوى والتجارب ومشاركتها وتحقيق الدخل منها. والأفضل من ذلك ، تُمكّنك رموز NFT والعملات المُشفرة من الحصول على مزيد من التحكم والملكية لبياناتك وأصولك من خلال منح حقوق الملكية وتقديم حوافز اقتصادية لك. تحقق من إنشاء الميتافيرس: التقنيات التي تدعم العالم الافتراضي.
7. الأجهزة القابلة للارتداء
شهد عام 2013 ارتفاعًا في شعبية الساعات الذكية على مستوى العالم. قدمت Pebble و Samsung Galaxy Gear ميزات مثل الإشعارات والتطبيقات والتحكم الصوتي ، بينما تقوم أجهزة تتبع اللياقة البدنية ، مثل Fitbit و Jawbone UP ، بقياس الخطوات والسعرات الحرارية وجودة النوم. كان يُنظر إلى هذه الأجهزة على أنها مُلحقات مُريحة ومُفيدة تكمل الهواتف الذكية.
ومع ذلك ، تطورت الأجهزة القابلة للارتداء إلى ما هو أبعد من مجرد ملحقات عادية وأصبحت أجهزة قائمة بذاتها تقدم ميزات وقدرات أكثر تقدمًا. شهد عام 2015 إطلاق Apple لأول Apple Watch ، والتي تتميز بمُستشعر معدل ضربات القلب وشاشة Retina ودعم Apple Pay والعديد من الميزات الرائعة الأخرى.
العام التالي جاء الجيل الأول من AirPods ، والتي تم تحسينها بشكل كبير في جيلها الثاني في عام 2019. تتميز سماعات الأذن اللاسلكية بإلغاء الضوضاء والصوت المكاني وتكامل Siri. أيضًا ، في عام 2021 ، أطلقت Facebook نظارات Ray-Ban Stories ، وهي نظارات ذكية موجهة نحو الميتافيرس مُزوَّدة بكاميرات مُزدوجة ومكبرات صوت صغيرة ومجموعة صوتية بثلاثة ميكروفونات ومعالج Snapdragon® مُحسن وعناصر تحكم باللمس سعوية.
لقد ذكرنا فقط بعض الميزات الرائعة للأجهزة القابلة للارتداء الحالية ؛ نعتقد أن هذه الأجهزة ستصل إلى آفاق جديدة من التطور والاعتماد خلال العقد المقبل. تحقق من هل الأجهزة القابلة للإرتداء تتتبع صحتك بدقة؟
8. الواقع المُعزز والواقع الافتراضي
من المُحتمل أنك واجهت الواقع الافتراضي إذا كنت قد استخدمت أجهزة Oculus VR في أي وقت. كانت مفاهيم الواقع المُعزز والواقع الافتراضي موجودة منذ عقود ولكنها اقتصرت في المقام الأول على التدريب العسكري واختبار تطوير المنتجات والمحاكاة الجراحية.
جلب إدخال Oculus Rift و Microsoft HoloLens في عام 2016 هذه التقنيات للجمهور ، مما مثل بداية شيء مُثير. أحدثت AR و VR ثورة في تفاعلنا مع المحتوى الرقمي. يقوم الواقع المُعزز بتراكب المعلومات الرقمية في العالم الحقيقي ، مما يُعزز مُحتويات المحيط بعناصر افتراضية. من ناحية أخرى ، يغمر الواقع الافتراضي المستخدمين في بيئات رقمية بالكامل ، مما يخلق تجارب حسية واقعية.
لقد فتحت هذه التقنيات العديد من الاحتمالات ، وبالتأكيد سيكون هناك الكثير في المتجر في السنوات القادمة. تحقق من الفرق بين الواقع المُعزز والواقع الافتراضي: ما الإختلافات؟
9. أنظمة GPS
GPS ، اختصار لنظام تحديد المواقع العالمي ، هو نظام ملاحة راديوي فضائي ينقل إشارات ملاحة عالية الدقة إلى الأرض. تم استخدامه بشكل أساسي من قبل القوات المسلحة والحكومات المُتحالفة عندما تم تطويره لأول مرة في السبعينيات. ومع ذلك ، على مدى السنوات العشر الماضية ، تطور نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) إلى ما هو أبعد من الاستخدام الحكومي فقط ووجد استخدامه في الحياة اليومية.
جعلت أنظمة GPS استكشاف عالمنا أسهل بكثير ، حيث يُمكن العثور على أماكن من خلال فتح تطبيق على الهواتف. لقد قام أيضًا بتحسين السلامة والأمن من خلال السماح لخدمات الطوارئ بتحديد مكان الأشخاص المُعرضين للخطر ، وتتبع السيارات المسروقة ، ومراقبة المواد الخطرة.
10. الطابعات ثلاثية الأبعاد
وُجِدت تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد منذ الثمانينيات. ومع ذلك ، بعد 30 عامًا ، أصبحت تقنية مُزعزعة اقتحمت الاتجاه السائد. من خلال تحديد المشكلات الكامنة في النظام ، تم استخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد لبناء أجزاء جديدة حتى قبل الحاجة إليها.
اليوم ، بضغطة زر ، تُصنع المجوهرات والألعاب والتماثيل/المنمنمات وديكور المنزل وحتى سلاسل المفاتيح باستخدام طابعات ثلاثية الأبعاد. يمكنك بسهولة بناء الأشياء باستخدام أنواع مختلفة من الطباعة ثلاثية الأبعاد الموجودة تحت تصرفك. تحقق من عوامل مهمة يجب مراعاتها عند اختيار طابعة ثلاثية الأبعاد.
ماذا ستكون التكنولوجيا المُزعزعة التالية؟
لا يُمكن لخيالنا إلا أن يبدأ في الانطلاق عندما نُفكر في مستقبل التكنولوجيا المُزعزعة للعقد القادم. التغيير مُستمر ، وستظهر تقنيات جديدة حتمًا ، وربما تحل محل التقنيات الموجودة.
مع التقدم الكبير في الذكاء الاصطناعي ، وشبكات Blockchain ، والسيارات ذاتية القيادة ، والحوسبة السحابية التي تم إحرازها بالفعل ، لا يُمكن للإثارة إلا أن تستمر في النمو حيث نتوقع كيف ستُؤثر هذه التقنيات على عالمنا قريبًا. يُمكنك الإطلاع الآن على الإنسانية مُعرضة لخطر الانقراض بسبب الذكاء الاصطناعي - كيف يُمكن إيقافه؟
