هناك إجماع عام في عالم الكمبيوتر على أنَّ الـ Mac من Apple يُعتبر أكثر أمانًا من أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام Windows. ولكن على أي أساس تم تقديم هذا التقييم ولماذا؟
هنا ، اكتشفنا الأسباب المُختلفة التي لا تُركز فقط على البرامج الضارة ولكن على نقاط الأمان الأساسية الأخرى مثل الخصوصية والخروقات غير المُصرح بها. سيُعطيك هذا نطاقًا عامًا لأمان الـ Mac ويُساعدك على اتخاذ قرار مستنير. تحقق من أسباب تجعل أجهزة Mac أقل عرضة للبرامج الضارة مقارنةً بـ Windows.
1. “نمط المنع” يحمي المُستخدمين من الهجمات الإلكترونية
لقد أدركت شركة Apple أنَّ بعض مستخدميها قد يكونون أهدافًا لهجمات إلكترونية مُتطورة ومُنسقة للغاية. مع العلم بذلك ، أنشأت الشركة وضعًا يُمكن للمُستخدمين تمكينه لإيقاف هذه الهجمات أو على الأقل تخفيفها.
يُعد “نمط المنع” حماية قصوى اختيارية مُصممة لعدد قليل جدًا من الأشخاص الذين ، بسبب هويتهم أو ما يقومون به ، قد يتم استهدافهم شخصيًا عن طريق بعض التهديدات الرقمية الأكثر تطورًا. مُعظم المُستخدمين لا يتم استهدافهم أبدًا بهجمات من هذا النوع.
عندما يكون الـ Mac في “نمط المنع” لن يعمل جهازك مثلما يعمل عادةً ، حيث أنه لن تعمل مُعظم مرفقات الرسائل ، ويصبح تصفح الويب مُقيدًا ، ويتم حظر مكالمات FaceTime من الأشخاص الذين لم تتصل بهم من قبل. ويشمل أيضًا تدابير وقائية أخرى ، مثل تقييد الوصول إلى الإضافات وبعض التطبيقات المُعينة. لتقليل سطح الهجوم الذي يُمكن استغلاله من قبل برامج التجسس المُستهدفة للغاية ، تُصبح بعض التطبيقات ومواقع الويب والميزات محدودة للغاية للأمان وقد لا تكون بعض التجارب مُتاحة على الإطلاق.
يُمكنك تنشيط هذا النمط على الـ Mac من قائمة “الخصوصية والأمان” في إعدادات النظام. تُقدم Apple أيضًا “نمط المنع” على الـ iPhone والـ iPad التي تعمل بنظام iOS 16 / iPadOS 16 والإصدارات الأحدث.
عند تمكين “نمط المنع” ، قد تتلقى إشعارات عندما يكون هناك قيود على التطبيق أو الميزة ، وتُشير لافتة في متصفح Safari إلى أن “نمط المنع” قيد التشغيل.
لسوء الحظ ، لا تحتوي أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام Windows على ميزة تعمل بشكل مُلائم مثل “نمط المنع” لإيقاف الهجمات الإلكترونية المنسقة.
2. خصوصية البريد الفعَّالة
يحتوي تطبيق “البريد” 
واحدة من أفضل ميزات الخصوصية هي ميزة حماية خصوصية البريد. والتي تُحاول إخفاء نشاط البريد الخاص بك عن طريق إخفاء عنوان IP حتى لا يتمكن المُرسلون من ربطه بنشاطك الآخر عبر الإنترنت أو تحديد موقعك الجغرافي الدقيق وتحميل المُحتوى في الخلفية بحيث يصعب على مُتتبعي البريد الإلكتروني رؤية نشاطك. وبخلاف ذلك ، قد يتمكنون من رؤية وقت عرض الرسالة وعدد مرات عرضها وما إذا كنت قد قمت بإعادة توجيهها.
ميزة بريد أخرى مُفيدة ومُوجهة نحو الخصوصية هي “إخفاء بريدي الإلكتروني”. إنها ميزة iCloud+ تُخفي بريدك الإلكتروني عند التسجيل عبر الإنترنت أو ملء نموذج عبر الإنترنت أو إنشاء حسابات. حيث تقوم بإنشاء عنوان بريد إلكتروني عشوائي يقوم بإعادة توجيه المعلومات إلى عنوان بريدك الإلكتروني الرئيسي. يُمكن أن يُساعد هذا في منع الجهات الخارجية من بيع معلوماتك.
يجعل هذا المزيج من ميزات خصوصية البريد الإلكتروني إجراء أنشطة البريد الإلكتروني على الـ Mac أكثر أمانًا من إجراء أنشطة البريد الإلكتروني على كمبيوتر يعمل بنظام Windows. يُمكنك العثور على “إخفاء بريدي الإلكتروني” في قسم iCloud من إعدادات النظام. تحقق من ميزات iPhone المريحة التي ستجعل حياتك أسهل.
3. الحارس الرقمي و”حماية تكامل النظام” لمنع البرامج الضارة
من بين الطرق التقليدية لمنع البرامج الضارة ، يحتوي macOS على ميزتين تجعله أكثر أمانًا ضد البرامج الضارة والعمليات المشبوهة.
الميزة الأكثر وضوحًا “الحارس الرقمي”. عند تنزيل أحد التطبيقات ومحاولة تثبيته من الإنترنت ، تقوم “الحارس الرقمي” بعزل التطبيق وتستخدم Xprotect للبحث عن البرامج الضارة. يقرأ أيضًا التوقيع الرقمي للتطبيق ، وستحظر محاولة التثبيت إذا لم تكن من مصدر تم التحقق منه.
يُمكنك اختيار تجاوز “الحارس الرقمي” في قسم الخصوصية والأمان في إعدادات النظام نظرًا لوجود العديد من التطبيقات الجيدة التي تم تصنيفها على أنها “لم يتم التحقق منها”. لكنه يقوم بعمل جيد للتأكد من أنك تُريد حقًا برمجيات قد تكون خطيرة. إذا كنت تفضل عدم استخدامها على الإطلاق ، فهناك طريقة لتعطيل ميزة “الحارس الرقمي” باستخدام Terminal بالكامل.
الميزة الثانية هي SIP (حماية تكامل النظام) ، وهي ميزة مخفية تمنع العمليات غير المصرح بها من تعديل ملفات النظام والدلائل. تُخزن ملفات النظام المعلومات الحيوية التي يحتاجها macOS ليعمل بسلاسة.
يُمكنك أيضًا تعطيل SIP. ومع ذلك ، لا تحتاج معظم التطبيقات الحديثة المدعومة من macOS إلى تعطيل SIP للعمل ، وإذا كان الأمر كذلك ، فمن المُرجح أن يكون نوعًا من البرامج الضارة أو البرمجيات غير المحسّنة.
4. تقنية حماية التطبيقات
كإمتداد لبناءه القوي لمُكافحة البرامج الضارة ، يستخدم macOS تقنية وضع الحماية الافتراضية للحد من إمكانية وصول التطبيقات المُثبتة إلى الملفات. لذلك ، يُمكن للتطبيقات فقط استخدام ملفات وموارد نظام محدودة تم منحها صراحةً من قبل مسؤول النظام أو المستخدم.
على سبيل المثال ، إذا طلب أحد التطبيقات معلومات الموقع الجغرافي ولم يتم منحها مُسبقًا للتطبيق المذكور ، فسيقوم macOS بحظر مثل هذا الطلب. سيؤدي هذا إلى منع البرامج الضارة التي تمكنت من تجاوز “الحارس الرقمي” من التسبب في أضرار جسيمة.
يجعل وضع الحماية هذا نظام التشغيل macOS أقل تنوعًا من نظام Windows ، ولكنه يستحق التضحية من أجل مزيد من الأمان. تمتلك Apple أيضًا تقنية وضع الحماية المُدمجة في تطبيق الرسائل على أجهزة iOS.
5. الملفات تكون أكثر أمانًا مع تشفير FileVault
في عام 2011 ، قدمت شركة Apple ميزة تقوم بتشفير جميع المعلومات الموجودة على القرص الصلب للـ Mac بحيث يُمكن للمستخدمين المُصرح لهم فقط من الوصول إليها. تُسمى هذه الميزة خزنة الملفات لتشفير القرص ، وعند تشغيلها ، يجب عليك إدخال كلمة سر بعد إغلاق الكمبيوتر أو تسجيل الخروج منه ؛ خلاف ذلك ، فإنَّ أي معلومات على محرك الأقراص ستكون غير قابلة للقراءة.
تعمل “خزنة الملفات” باستخدام تقنية تشفير الكتلة تشفير XTS-AES-128 مع مفتاح 256 بت ، والتي يعتبرها الكثيرون مستوى التشفير العسكري. لا يمكن لأي شخص الوصول إلى البيانات من الـ Mac الخاص بك بدون مفتاح الاسترداد المرتبط وكلمة المرور التي اخترتها.
عند تشغيل خزنة الملفات ، يُمكنك اختيار الطريقة التي تُمكِّنك من إلغاء قفل القرص وإعادة تعيين كلمة السر الخاصة بك في حال نسيت كلمة المرور . على سبيل المثال ، يُمكنك استخدام حساب iCloud الخاص بك أو استخدام مفتاح الاسترداد.
إذا كنت تستخدم الـ Mac لتخزين معلومات حساسة مثل المعلومات المالية أو مُستندات العمل الحساسة ، فيُمكنك حقًا الاستفادة من الأمان الإضافي الذي تُوفره خزنة الملفات. لا يحتوي Windows على تشفير قرص مدمج مثل خزنة الملفات ، على الرغم من أنه قد يكون هناك حلول خارجية أو غير تقليدية لحماية بياناتك. تحقق من أفضل بدائل لأداة Bitlocker لتشفير بياناتك على Windows 10.
6. قاعدة Unix لـ macOS تُوفر أمانًا أفضل
لم يتم إنشاء نظامي التشغيل Windows و macOS على نفس البنية الأساسية للبرمجيات. تم إنشاء الإصدارات القديمة من Windows باستخدام منصة MS-DOS الخاصة بشركة Microsoft ، في حين أنَّ Apple قامت ببناء macOS باستخدام نظام Unix مفتوح المصدر.
بينما لم تعد Microsoft تستخدم MS-DOS للإصدارات الأحدث من Windows ، فإنَّ الكثير من بنيتها تعود إلى تلك الأيام. ومع ذلك ، فإنَّ Unix مُتعدد الاستخدامات وقد تم استخدامه في العديد من أنظمة التشغيل الأخرى مثل نظام PlayStation و Linux.
بفضل مقدار استخدامه ، هناك جهد مشترك للحفاظ على أمان Unix. من ناحية أخرى ، يتعين على Microsoft القيام بكل الأعمال الأمنية بمفردها ، مما يترك مساحة أكبر للثغرات الأمنية. تحقق من مقارنة بين Linux و Windows و بين macOS: ما هو نظام التشغيل المُناسب لك؟
إعطاء الأولوية للأمان مع الـ Mac
بناءً على كل ما ناقشناه ، يبدو من العملي اختيار الـ Mac إذا كنت ترغب في الحصول على كمبيوتر آمن بالفعل بشكل افتراضي. وعلى الرغم من أنَّ أجهزة الكمبيوتر الشخصية التي تعمل بنظام Windows أكثر مرونة ، إلا أنه يُمكنك الدفع مقابل ذلك بأمان أقل.
تضع Apple الأمان وخصوصية المستخدم في المقدمة ، وهو ما يتضح من ميزات الأمان المتنوعة التي يُوفرها macOS. لذلك ، إلى أن تلحق Microsoft بالركب في قسم الأمان ، سيستمر macOS في كونه النظام الأساسي الأكثر أمانًا. يُمكنك الإطلاع الآن على الأسباب التي قد تجعل Linux يلحق بـ Windows و macOS في هذا العام.
