يُعتبر التوازن بين العمل والحياة أمرًا مُهما للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية والعاطفية ، وتحقيق السعادة والإنجاز في الحياة ، ومن أجل تحقيق التوازن بين العمل والحياة يُمكن اتباع عدّة خطوات وإدخال عدّة تغييرات مُتعلقة بالتكنولوجيا.
في عالم مُشبع بالتفاعل الرقمي ، من المُهم أن تعرف كيفية اتخاذ إجراء مُناسب لتحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة. فيما يلي بعض الفوائد الرئيسية للانفصال عن التكنولوجيا واحتضان لحظات التخلص من السموم الرقمية والتقنيات المُسيئة. تحقق من أفضل الأدوات لمساعدتك على تحسين التوازن بين العمل والحياة.
1. التجديد العقلي والعاطفي
يُمكن أن يكون لفصل نفسك عن التدفق المُستمر للمعلومات تأثير عميق على صحتك العقلية والعاطفية. أظهرت دراسة أجرتها مجموعة أبحاث علم النفس السيبراني بجامعة نوتنغهام ترينت تحسنًا في الصحة العقلية للأشخاص بعد إبتعادهم عن مواقع التواصل الاجتماعي لمدة أسبوع واحد فقط.
ليس هناك شك في أنَّ مثل هذا الإنفصال يُوفر فرصة للتجديد من خلال تقليل مستويات التوتر وزيادة اليقظة. احتضن لحظات العزلة ، وانخرط في الأنشطة التي تجلب لك السعادة ، واعثر على السلام في اللحظة الحالية. سيمنحك هذا مساحة للتأمل الذاتي والاستبطان ، والذي يُمكن أن يُساعدك في رحلتك لتحسين الرفاهية العقلية.
فيما يلي بعض النصائح السريعة للقيام بذلك:
- خصص وقتًا “بدون إتصال” كل يوم للانخراط في الأنشطة التي تجلب لك السعادة وتُعزز الاسترخاء ، مثل قراءة كتاب أو مُمارسة اليقظة أو المشي في الطبيعة.
- أنشئ حدودًا باستخدام التكنولوجيا عن طريق تعطيل الإشعارات أو تعيين أوقات مُحددة للتحقق من رسائل البريد الإلكتروني والشبكات الاجتماعية.
- قم بدمج مُمارسات الحد من التوتر في روتينك ، مثل البدء في التأمل ، أو تمارين التنفس العميق ، أو تدوين اليوميات ، لتعزيز صحتك العقلية والعاطفية.
2. تحسين التركيز والتدقيق
يُتيح لك الإنفصال عن التكنولوجيا استعادة تركيزك وتدقيقك. يُساعدك تقليل عوامل التشتيت أيضًا على الانغماس الكامل في مهام عملك وزيادة الإنتاجية. بدون المقاطعات المُستمرة من الإشعارات وجاذبية مواقع التواصل الاجتماعي ، ستجد نفسك تُنجز المزيد في وقت أقل.
فيما يلي بعض النصائح السريعة للقيام بذلك:
- قم بتعيين فترات زمنية مُحددة للعمل العميق دون أي إلهاء ، مثل إيقاف تشغيل هاتفك أو استخدام تطبيقات حظر مواقع الويب لتقييد الوصول إلى مواقع الويب غير الأساسية.
- استخدم تطبيق مُؤقت بومودورو لضبط 25 دقيقة من العمل غير المُنقطع ، تليها استراحة قصيرة ، للحفاظ على التركيز والإنتاجية طوال اليوم.
- قم بإنشاء مساحة عمل مُخصصة خالية من الفوضى والمُشتتات ، مما يسمح لك بالإنخراط بشكل كامل في مهامك والحفاظ على التركيز.
تحقق من أفضل الطرق للتركيز أثناء العمل من المنزل وتجنب عوامل التشتيت.
3. تعزيز الإبداع والابتكار
عند تعرضك للتدفق المُستمر من المعلومات عبر الإنترنت ، يُمكن أن يصبح عقلك مشوشًا ، مما يعيق قدرتك على التفكير بشكل إبداعي. يُمكن أن يفتح الإبتعاد عن العالم الرقمي مساحة لازدهار الإبداع الطبيعي.
يُتيح لك الإنفصال عن التكنولوجيا التراجع ، والاستراحة من الضوضاء ، والاستفادة من إمكاناتك الخيالية. حاول احتضان لحظات السكون لتعزيز الأفكار الجديدة والحلول المُبتكرة ووجهات النظر الجديدة.
فيما يلي بعض النصائح السريعة للقيام بذلك:
- قم بجدولة “فترات راحة إبداعية” على مدار اليوم من أجل الانخراط في أنشطة تُحفز خيالك ، مثل العبث أو العصف الذهني أو القراءة.
- احتضن التسويف كمُحفز للإبداع من خلال استكشاف منافذ بديلة عبر الإنترنت عندما تشعر بالإرهاق ، وخصص وقتًا لاستكشاف اهتمامات / أنشطة جديدة تثير فضولك.
- ابحث عن تجارب ووجهات نظر جديدة من خلال حضور ورش العمل أو استكشاف أشكال فنية مُختلفة أو التواصل مع أشخاص خارج دوائرك الاجتماعية المُعتادة.
تحقق من كيف يُمكن لقاعدة الخمس دقائق أن تَمنعك من التسويف.
4. تحسين جودة النوم والراحة
يُمكن أن تتسبب مدة استخدام الجهاز المُفرطة في إحداث فوضى في جودة نومك وراحتك بشكل عام. أشارت دراسة شهيرة أجرتها مجلة Journal of Clinical Sleep Medicine إلى أنَّ 90% من المُواطنين الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 64 عامًا أفادوا بأنهم يقضون وقتًا أمام الشاشات قبل ساعة من النوم. ساهم هذا بشكل مُباشر في زيادة التقارير عن انخفاض جودة النوم ، ودورات النوم المُتقطعة ، والنعاس أثناء النهار والأرق.
جزء من السبب في ذلك هو أنَّ الأجهزة الإلكترونية تُصدر ضوءًا أزرق يُعطل إيقاع الساعة البيولوجية عن طريق تأخير إفراز الميلاتونين ، والذي يُشار إليه غالبًا باسم “هرمون النوم” أو “هرمون الظلام”. يُوضح هذا الحاجة إلى الإبتعاد عن مُختلف الأجهزة قبل النوم بوقت كاف عن طريق إنشاء روتين لوقت النوم يُشير إلى أنَّ وقت الراحة قد حان. يُساعد القيام بذلك على الحصول على نوم مُريح ، بحيث يُمكنك الاستيقاظ مُنتعشًا والاستعداد لأخذ قسط من الراحة في اليوم التالي.
فيما يلي بعض الاستراتيجيات للقيام بذلك:
- افصل أدواتك وأجهزتك قبل النوم وانتقل إلى الأنشطة الخالية من الشاشة ، مثل قراءة كتاب أو أخذ حمام دافئ أو مُمارسة تقنيات الاسترخاء.
- أنشئ منطقة خالية من التكنولوجيا في غرفة نومك عن طريق إزالة الأجهزة الإلكترونية أو استخدام الأدوات التي تُرشح الضوء الأزرق لتقليل اضطرابات النوم.
- حدد أولويات أوقات النوم والاستيقاظ المُتسقة لتنظيم الساعة الداخلية لجسمك وتعزيز جودة النوم بشكل أفضل.
تحقق من أفضل تطبيقات النوم وفقًا للخبراء لتحسين تجربة نومك.
5. تقوية العلاقات والتوازن بين العمل والحياة
عندما تُعزز الحدود المُناسبة وإدارة كيفية استخدامك للتكنولوجيا ، يُمكنك أن تكون حاضرًا بشكل كامل في أنشطتك غير العملية. وهذا بدوره سيُعزز علاقاتك (داخل وخارج مكان العمل) مع خلق توازن أكثر صحة بين العمل والحياة.
من خلال معرفة وقت إعطاء الأولوية لقضاء وقت مُمتع مع أحبائك ، يُمكنك تكوين روابط أعمق وخلق ذكريات أكثر أهمية. على سبيل المثال ، ركز على الانخراط في المزيد من المُحادثات وجهًا لوجه والهوايات والاستمتاع بجمال العالم من حولك.
فيما يلي بعض النصائح السريعة للقيام بذلك:
- ضع حدودًا من خلال تعيين أوقات مُحددة خلال اليوم للانفصال عن التكنولوجيا المُتعلقة بالعمل والتفاعل بشكل كامل مع أحبائك.
- خطط لأنشطة أو نزهات مُنتظمة مع العائلة والأصدقاء تشجع على قضاء وقت مُمتع ، مثل ليالي اللعب أو رحلات التنزه أو الوجبات المشتركة.
- قم بإطلاع الزملاء وأصحاب العمل على حدودك الرقمية ، ووضع توقعات واضحة لكيفية توافرك خارج ساعات العمل.
تحقق من كيفية تعيين الحدود الشخصية باستخدام التكنولوجيا لتحسين صحتك.
انفصل عن التكنولوجيا وأعد التواصل مع نفسك
إنَّ تعلم الإنفصال عن التكنولوجيا وإعادة شحن طاقتك وتجربة مُتعة التواجد الكامل في كل لحظة هو مهارة حياتية. تحكم في حياتك الرقمية واكتشف الحرية والرضا وكل ما ينتظرك. يُمكنك الإطلاع الآن على كيفية الانفصال التام عن العمل قبل الإجازة.
