لقد عدت الأسبوع الماضي إلى المنزل من رحلة استمرت شهرًا كاملًا كنت فيه بدون اتصال بالإنترنت.
كما لو أن العودة إلى حقيقة الوباء العالمي المُنتشر لم تكن كافية للتعامل معها ، فقد قُصفتُ أيضًا برسائل WhatsApp بشأن المخاطر المفترضة بتناول الإيبوبروفين ومنشورات Facebook التي تُخبرني بشرب الماء الدافئ لإبعاد الفيروس. وعلى الرغم من أن هذه الرسائل والمشاركات كانت حسنة النية – إلا أن هذا النوع من نشر المعلومات ليس مفيدًا.
مع انتشار فيروس SARS-CoV-2 – المعروف أكثر باسم COVID-19 – في جميع أنحاء العالم ، انتشرت نظريات المؤامرة والشائعات أيضًا على منصات التواصل الاجتماعي وغيرها من المنافذ. وكما قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في شباط / فبراير ، “نحن لا نكافح وباءً فحسب ؛ نحن نكافح وباء معلوماتي“.
يُعد العثور على معلومات موثوقة في العصر الرقمي أمرًا صعبًا بما فيه الكفاية ، بل وأكثر من ذلك خلال جائحة عالمية عندما تنتشر الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة والمبالغة في التصوير.
حيث تنتشر المعلومات المُغلطة بسرعة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت بشكل عام بحيث يبدو أن تجنبها أمر مستحيل. فكيف يمكنك تمييز الحقيقة عن التضليل؟
دعونا نلقي نظرة على كيفية تجنب الأخبار المزيفة ، وكذلك كيفية تجنب نشر الأخبار المزيفة بنفسك. مع بعض التفكير النقدي والموارد ، يمُكنك المساعدة في منع تفاقم هذه المشكلة.
كيفية اكتشاف وتجنب الأخبار المزيفة
أولاً ، دعنا نلقي نظرة على بعض الطرق لتجنب الأخبار المزيفة إذا كنت تشك في أنك تقرأ قصة كاذبة.
1. فحص المصدر
يُمكن لأي شخص نشر مقال عبر الإنترنت ، لكن هذا لا يجعله صحيحًا بطبيعة الحال. لتحديد ما إذا كان هناك شيء صحيح ، يجب أن تبدأ بالنظر إلى موقع الويب الذي تم نشره عليه.
هل الموقع جدير بالثقة؟ إذا انتهى بنطاق غريب مثل “.news.co” ، فهذا أمر مشكوك فيه. يجب عليك قراءة صفحة نبذة عنا لمعرفة المزيد حول مُهمة الموقع ومصداقيته. تأكد من عدم الخلط بينه وبين محتوى موقع آخر يختلف عنه في الهجاء.
بعد فحص موقع الويب ، انظر إلى معلومات المؤلف. هل هو شخصية معروفة وموثوق بها في الصحافة؟ هل لديه روابط إلى حساباته الشخصية أو صفحات التواصل الاجتماعي ، وهل تم التحقق منه على هذه المنصات إذا كان الأمر كذلك؟ لا يجب أن تأخذ الآراء من شخص نشر مقال عبر الإنترنت ليس له أي تواجد موثوق على محمل الجد.
2. ضع في اعتبارك جودة المقالة
لن تنشر مصادر الأخبار ذات السمعة الطيبة مقالات مليئة بالأخطاء الإملائية والنحوية. إذا لاحظت أي أخطاء إملائية أو أخطاء صارخة أخرى ، فمن المحتمل أنك تقرأ مقالة على موقع ويب ذو مصداقية منخفضة. وينطبق الشيء نفسه على الإثارة ، مثل الإفراط في استخدام علامات الترقيم أو اللغة الدرامية.
يجب عليك أيضًا التحقق من تاريخ نشر القصة. هناك فرصة أن يتمكن الناشر من إعادة تدوير قصة قديمة مع بعض التفاصيل المُتغيرة والتظاهر بأنها جديدة.
3. تتبع المعلومات إلى المصدر
يجب أن تكون المقالات التي تُقدم ادعاءات خطيرة تُشير إلى مصادر لدعمها. إذا لم تحتوي المقالة على اقتباسات أو روابط لمصادر موثوقة ، فهذه علامة تحذير. من المرجح أن المؤلف الذي كتب قصة غير دقيقة بسرعة لم يكلف نفسه عناء إجراء بحث مُناسب.
إذا كانت هناك مصادر معينة ، فافحصها. اتبع سلسلة المعلومات للتأكد من أن هذا لم يكن كله قائمًا على أسس خاطئة ، مثل اقتباس خارج السياق.
يجب عليك أيضًا معرفة ما إذا كانت المصادر الأخرى ذات السمعة الطيبة قد تحدثت عن المعلومات. إذا لم يكن هناك أي شخص آخر يدعم هذا الادعاء ، فإن الاحتمالات تدل على أنه هراء.
4. استخدم موارد التحقق من الحقائق
إذا لم تكن متأكدًا حقًا مما إذا كانت القصة مزيفة أم لا ، يمكنك الاعتماد على الموارد التي تبحث في هذه القصص طوال اليوم. لقد أظهرنا لك أفضل مواقع الويب للتحقق من الحقائق لمساعدتك في التحقق من صحة المعلومات عبر الإنترنت.
بالطبع ، حتى مواقع تدقيق الحقائق ليست دائمًا دقيقة بنسبة 100٪. إذا كانت مفيدة ، فمن الأفضل دائمًا التأكد من الحقيقة بنفسك إذا أمكنك ذلك.
5. احذر من الصور ومقاطع الفيديو المزيفة
مع أدوات معالجة الصور المتقدمة المُتوفرة اليوم ، من السهل نسبيًا أن يقوم شخص ما بإنشاء صورة مزيفة يمكن تصديقها أو حتى فيديو كامل بدقة كبيرة. وبالتالي ، يجب ألا تصدق أبدًا قصة تستند فقط إلى لقطة شاشة أو صورة أو مقطع فيديو.
لمعرفة ما إذا كانت الصورة قد تم التلاعب بها ، يمكنك استخدام أدوات مثل FotoForensics. من الذكي أيضًا البحث عن الصورة من خلال خدمات البحث العكسي عن الصور حتى تتمكن من معرفة ما إذا تم استخدامها في مكان آخر أو تم تغييرها بشكل طفيف.
تأكد من معرفتك بمخاطر التزييف العميق أيضًا.
كيفية تجنب نشر الأخبار المزيفة
بعد ذلك ، سنلقي نظرة على بعض النصائح لمساعدتك على تجنب نشر الأخبار المزيفة بنفسك ، خاصةً على مواقع التواصل الاجتماعي.
6. لا تشارك المنشورات بدون تفكير
من السهل جدًا النقر على “مشاركة” أو “إعادة تغريد” أو “إعادة توجيه” القصص دون النظر إليها والتحقق منها بشكل صحيح. يفعل العديد من الأشخاص ذلك بعد قراءة العنوان فقط ولا يفكرون حتى في أصل المقالة.
قاوم إغراء مشاركة القصص على الفور مع أصدقائك ، خاصةً إذا بدت مُثيرة. قد يرى الأشخاص الذين يثقون فيك ما قمت بمشاركته ويعتبرونه موضوعًا حقيقيًا دون النظر إليه بأنفسهم ، مما يساهم في زيادة المشكلة.
أخيرًا ، تذكر أن “الأخبار المزيفة” لا تُشير فقط إلى القصص المزيفة. هناك شكل آخر من الأخبار المزيفة التي تنطوي على وضع معلومات مضللة حول المعلومات الحقيقية. ستلاحظ هذا غالبًا عندما تقارن الحقائق في المقال مع العنوان الدرامي المُضلل.
7. تضمين معلومات يمكن التحقق منها عند النشر
إذا قُمت بنشر مقال أو تحديث يتعلق بموضوع في الوقت المُناسب ، فيجب عليك تضمين معلومات داعمة حول المُطالبة والتفاصيل التي تنشرها. سيُضيف إضافة رابط إلى مجلة علمية أو صفحة للتحقق من الحقائق أو أي مصدر موثوق به إلى حد كبير مصداقية ما قلته.
بالإضافة إلى ذلك ، فإن وضع تفاصيل واضحة يمنح الآخرين فرصة لدحض الحقائق التي يروجون لها بأنفسهم. خلاف ذلك ، يمكن أن تتحول المناقشة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى مباراة صراخ دون أي دليل ، حيث لا أحد يقول أي شيء ذي أهمية.
8. إبطال الأخبار الوهمية عندما تراها
إذا رأيت شخصًا ما يشارك قصة على مواقع التواصل الاجتماعي تعلم أنها خاطئة ، فلا تدعها تجلس وتشوش على الآخرين. يجب أن تعلق على المنشور مع رابط لمصدر موثوق به يدحض المقال الأصلي.
على الرغم من أن كل من يرى المنشور لن يكلف نفسه عناء قراءة التصحيح الخاص بك ، إلا أن وجوده على الأقل يُضيف أملًا أن يمنح الأشخاص بعض التردد قبل أن يأخذوا المحتوى من ظاهره.
اعتمادًا على الخدمة ، يمكنك أيضًا الإبلاغ عن قصص كاذبة إلى النظام الأساسي. على سبيل المثال ، يمكنك إخبار Facebook أن المنشور غير صحيح من خلال الإبلاغ عنه. انقر على زر القائمة المكون من ثلاث نقاط في أعلى يمين المنشور على Facebook واختر البحث عن الدعم أو التبليغ عن المنشور. بعد ذلك ، حدد أخبار كاذبة كسبب واستمر في تقديم تقريرك.
بدأ Facebook في وضع علامة على القصص على أنها كاذبة بعد أن يتم التحقق منها من قبل مدققي الحقائق ، لذا قد ترى إشعارًا على هذه الصور عند حدوث ذلك.
9. القراءة من المصادر ذات السمعة الطيبة في المقام الأول
تتفاقم الأخبار المزيفة أحيانًا في الزوايا المظلمة للإنترنت حيث لا يوجد قدر كبير من المساءلة. لتجنب تعريض نفسك للقصص الكاذبة قدر الإمكان ، يجب عليك الالتزام بالمواقع والصحفيين الشرعيين قدر الإمكان.
ضع في اعتبارك أن مجرد كون شركة الأخبار أو العلامة التجارية سائدة لا يعني أنها جديرة بالثقة.
ولكن بمجرد فحص بعض المصادر والشعور بأنه يمكنك الوثوق بها بشكل معقول ، يجب أن تحصل على أخبارك من هناك بدلاً من مواقع التواصل الاجتماعي. فكر في استخدام تطبيقات إخبارية مُخصصة لمتابعة المصادر الموثوقة.
10. حافظ على الهدوء أثناء الأزمات النامية
تدور الكثير من الأخبار المزيفة أثناء حالات الأزمات ، حيث تصل الكثير من المعلومات في وقت واحد. من الصعب فصل الحقيقة عن الأكاذيب خلال هذه الأوقات ، لذلك يجب أن تكون على أهبة الاستعداد عند ظهور الأخبار العاجلة على الساحة.
مع تطور الأزمة ، هناك احتمال كبير بأن معظم المصادر لا تعرف ما الذي يحدث حتى الآن. للحفاظ على انتباهك في الفترة القادمة والحصول على النقرات ، سترغب مواقع الأخبار في التوصل إلى شيء ما – حتى لو لم يكن دقيقًا.
ترقب للعبارات مثل “سنحصل على التقارير” أو “نحن نسعى إلى التأكيد“. حيث لا يؤكد أي من هذين أن المصدر لديه أي معلومات جديرة بالثقة.
على الرغم من أنه من فيلم كوميدي ، إلا أن المقطع أدناه من Anchorman 2 يُوضح كيف يمكن لوسائل الإعلام أن تُدوِر القصة خارج نطاقها الأولي. ترقب هذه التكتيكات في سيناريوهات العالم الحقيقي.
تجنب الأخبار المزيفة: فكر أولاً!
لقد نظرنا في العديد من الطرق لتجنب الأخبار المزيفة ومنع نفسك من نشر الأخبار المزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي. باختصار ، يجب ألا تثق بأي مصادر دون النظر إليها بشكل نقدي أولاً ، ولا تشارك أبدًا محتوى من صديق لم تختبره بنفسك.
من السهل جدًا نشر المحتوى الزائف والذي ينتشر كالنار في الهشيم في بيئة الإنترنت الحالية. يمكن للجميع فعل القليل لمنع نشر الأخبار المزيفة في دوائرهم وبين معارفهم.
لمزيد من المعلومات ، يجب أن تعرف كيفية اكتشاف التزييفات الأخرى الشائعة عبر الإنترنت.
