تتطور التكنولوجيا وتتغير الاحتياجات بسرعة، وفي مجال الذكاء الاصطناعي المُتنامي، يظهر كل يوم تقدم جديد يجلب معه فرصًا وتحديات جديدة. من بين هذه التطورات، يبرز نموذج Claude 3 كأحدث إضافة مبتكرة في مجال الذكاء الاصطناعي. أعلنت Anthropic عن إطلاق Claude 3، وهو يُمثل عائلة من نماذج الذكاء الاصطناعي التي لديها القدرة على مُنافسة GPT-4 بشكل جدي. إنه يتمتع بإمكانيات رائعة، ولكن هل هو جاهز للإستلاء على تاج ChatGPT؟
إنَّ استخدام هذا النموذج بشكل فعَّال يُمكن أن يفتح آفاقًا جديدة للتطبيقات والحلول التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. في هذا المقال، سنقدم لك دليلًا حول كيفية الاستفادة من Claude 3 وكيف يُمكن أن يُحدث تغييرًا في عملك أو حياتك الشخصية. سنستكشف الميزات والفوائد التي يُقدمها Claude 3 بالمُقارنة مع ChatGPT. تحقق من مُقارنة بين Claude و ChatGPT: أيّ LLM هو الأفضل للمهام اليومية؟
ما هو Claude 3؟
Claude 3 يُمثل عائلة مُكوَّنة من ثلاثة نماذج ذكاء اصطناعي مُتعددة الوسائط طورته شركة Anthropic ليحل محل سلسلة Claude 2 من نماذج الذكاء الاصطناعي. يُمكنك القول أنَّ Claude 3 هو رد Anthropic على نموذج Google Gemini و GPT-4 من OpenAI. تم إصدار Claude 3 في ثلاثة إصدارات، Haiku و Sonnet و Opus، بترتيبها المُتزايد للذكاء، وهو أول نموذج ذكاء اصطناعي مُتعدد الوسائط من Anthropic ويمثل قفزة كبيرة مُقارنةً بسلسلة Claude 2.
الآن، إذا لم تسمع أبدًا عن روبوت الدردشة من Claude، فهذا أمر مفهوم. لا يتمتع Claude ونماذجه الأساسية بمكانة ChatGPT المُتميزة أو جاذبية العلامة التجارية لـ Google Gemini. ومع ذلك، يُعد Claude بلا شك واحدًا من روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي الأكثر تقدمًا في العالم، حيث يتفوق على ChatGPT المشهور كثيرًا في العديد من المجالات الرئيسية.
لكي نقدر Claude 3 حقًا، من المُهم أن ننظر إلى إخفاقات النماذج السابقة.
- اشتهرت الإصدارات السابقة من Claude باتباعه نهجًا مُفرطًا في الحماس تجاه سلامة الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، كانت ميزات الأمان في Claude 2 صارمة للغاية بحيث يتجنب روبوت الدردشة الإجابة على الكثير من المواضيع، حتى تلك التي لا توجد بها مشكلات واضحة تتعلق بالسلامة.
- كانت هناك أيضًا مشكلات تتعلق بنافذة سياق النموذج. عندما تطلب من نموذج الذكاء الاصطناعي أن يشرح شيئًا ما، أو، على سبيل المثال، تلخيص مقالة طويلة، تخيل أنه يُمكنه قراءة بضع فقرات فقط من المقالة في المرة الواحدة. يُطلق على هذا الحد من مقدار النص الذي يُمكن استيعابه في المرة الواحدة اسم “نافذة السياق”. الإصدارات السابقة من Claude جاءت مع نافذة سياق تصل إلى 200 ألف رمز (أي ما يعادل 150.000 كلمة). ومع ذلك، لم يكن النموذج قادرًا على التعامل عمليًا مع هذا القدر من النص أثناء التنقل دون نسيان أجزاء منه.
- وكانت هناك أيضا مسألة تعدد الوسائط. أصبح كل نموذج رئيسي للذكاء الاصطناعي تقريبًا مُتعدد الوسائط، مما يعني أنه يُمكنه معالجة أشكال أخرى من البيانات مثل الصور، والاستجابة لتلك البيانات (بدلاً من مجرد إدخال النص). ولم يكن Claude قادراً على القيام بذلك.
لقد تمت معالجة المشكلات الثلاثة بشكل كامل أو جزئي على الأقل مع إصدار Claude 3.
ماذا يُمكنك أن تفعل مع Claude 3؟
تمامًا مثل معظم نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي المُتطورة المتوفرة، يُمكن لـ Claude 3 إنشاء استجابات مُتقدمة لاستفسارات متنوعة عبر مجالات مختلفة. سواء كنت بحاجة إلى حل سريع لمشكلة جبرية، أو كتابة أغنية جديدة تمامًا، أو صياغة مقالة مُتعمقة، أو كتابة كود لتطبيق ما، أو تحليل مجموعة ضخمة من البيانات، فإنَّ Claude 3 يُناسب كل ما تحتاجه.
لكن معظم نماذج الذكاء الاصطناعي جيدة بالفعل في هذه المهام، فلماذا نستخدم Claude 3؟
الجواب بسيط. إنَّ Claude 3 ليس مجرد نموذج آخر للذكاء الاصطناعي يُجيد هذه المهام، بل هو نموذج الذكاء الاصطناعي مُتعدد الوسائط الأكثر تقدمًا والمُتوفر مجانًا والذي يُمكنك الحصول عليه في أي مكان على الإنترنت. نعم، هناك Gemini، وهو روبوت دردشة من Google يُهدد GPT-4 والذي حظي بتغطية إعلامية كبيرة، والذي يُقدم أداءً مثيرًا للإعجاب في الاختبارات المعيارية. ومع ذلك، Anthropic تدَّعي أنَّ Claude 3 يتفوق عليها بفارق مثير للإعجاب في العديد من المهام. في حين أنَّ النتائج المعيارية هي شيء يجب أن نتعامل معه بحذر، فقد قمت باختبار كلا نموذجي الذكاء الاصطناعي، وكان تفوق نموذج Claude 3 في العديد من حالات الاستخدام المُهمة واضحًا للغاية.
لذا، يُتيح لك Claude 3 القيام بمعظم الأشياء التي يُمكنك القيام بها باستخدام Gemini و GPT-4 (باستثناء إنشاء الصور) دون الحاجة إلى دفع رسوم الاشتراك البالغة 20 دولارًا مقابل خطة ChatGPT Plus.
مُقارنة بين Claude و ChatGPT
إحدى الطرق السريعة لاختبار أداء نموذج الذكاء الاصطناعي هي التحقق من مدى ملاءمته للأفضل في السوق: GPT-4. بالطبع، قمت باختبار كلا النموذجين؛ ما مدى جودة أداء Claude 3 من Anthropic في مواجهة GPT-4 الهائل؟
مُقارنة بين Claude و ChatGPT: مهارات البرمجة
بدءًا من سلسلة من مهام البرمجة، تمكَّن Claude 3 من مُجاراة قدرة GPT -4 في جميع مهام البرمجة الأساسية المُقدمة، بل وتفوق عليه في بعضها. على الرغم من أنني اختبرت الأساسيات فقط، كان الإصدار السابق من Claude أقل كفاءة بشكل ملحوظ في نفس المهام عندما اختبرناه في مُقارنة ChatGPT و Claude في سبتمبر 2023. على سبيل المثال، عندما طلبنا من كلا النموذجين إنشاء تطبيق بسيط لقائمة المهام، فشل Claude في جميع الحالات، في حين قدم ChatGPT ما كنا نسميه أداء الخمس نجوم في ذلك الوقت.
مع الإصدار الأخير، أنتج Claude 3 تطبيق قائمة مهام أفضل أداءً في جميع الحالات الثلاث التي اختبرناها. هذه هي نتيجة GPT-4 عندما طُلب منه إنشاء تطبيق قائمة مهام.
وهذه هي نتيجة Claude 3 عندما طُلب منه أن يفعل الشيء نفسه.
كان كلا التطبيقين يعملان إلى حد ما، ولكن من الواضح أنَّ Claude 3 قام بعمل أفضل في هذا التطبيق.
بعد تجربة اختبارات برمجة أكثر تعقيدًا، كان Claude هو النموذج الأفضل في العديد من الحالات، في حين حقق GPT-4 أيضًا انتصاراته. على الرغم من أنني لا أستطيع أن أقول بشكل قاطع أنَّ Claude 3 أفضل في منطق البرمجة، إلا أنه إذا كانت هناك فجوة كبيرة بين النموذجين، فمن المؤكد تقريبًا أن هذه الفجوة قد تقلصت. تحقق من مُقارنة بين ChatGPT و Google Bard: أي نموذج هو الأفضل في البرمجة؟
مُقارنة بين Claude و ChatGPT: الحس السليم
لقد قُمت باختبار كلا النموذجين بناءً على الحس المنطقي. يُعد العمل مع روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مُفارقة مثيرة للاهتمام. يمكن لروبوتات الدردشة التعامل مع المهام المُعقَّدة بسهولة، ولكنها غالبًا ما تواجه مشكلات أساسية تتطلب الفطرة السليمة أو المنطق. لذلك، قدمنا لكلا النموذجين سلسلة من الأسئلة التي تبدو واضحة وتتطلب حسًا سليمًا للإجابة عنها بشكل صحيح.
ومن بين خمسة أسئلة من هذا القبيل، أجاب كلا النموذجين على الأسئلة الخمسة جميعها بشكل منطقي. لقد طرحنا سؤالاً إضافيًا على كلا روبوتي الدردشة: إذا انقسمت سفينة فضاء من المريخ إلى قسمين، أين اصطدم جزء بالمحيط الأطلسي بالقرب من البرازيل والآخر في المحيط الهادئ بالقرب من اليابان، فأين سيتم دفن الناجين؟
أجاب ChatGPT بشكل صحيح حتى بدون GPT-4. إذا كنت تتساءل عن سبب اختيار السؤال، حسنًا، لقد فشلت روبوتات الدردشة تاريخيًا فشلًا ذريعًا في هذا النوع من الأسئلة. التالي كان دور Claude للإجابة.
لم يكن رد Claude إجابة قاطعة تمامًا، لكنه استطاع التعرف على المعلومات الأساسية؛ أنت لا تدفن الناجين. من المُهم أن نلاحظ أنه في المرة الأخيرة التي سألنا فيها Claude 2 نفس السؤال، لم يتمكن من فهم فخ الحس السليم. تحقق من تحقيق التعلم الذاتي لأجهزة الكمبيوتر: هل يُمكن للأنظمة الذكية أن تكتسب الحس السليم؟
مُقارنة بين Claude و ChatGPT: الكتابة الإبداعية
في العالم الحقيقي، إحدى حالات الاستخدام الأكثر شيوعًا لروبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي هي إنشاء نص إبداعي بجميع أشكاله: المقالات والرسائل وكلمات الأغاني، سمها ما شئت. لذا، قمت باختبار كلا النموذجين لتحديد أيهما يُنشئ نصًا أفضل يبدو بشريًا.
الفكرة هي أن النتائج لا ينبغي أن تكون فقط “صحيحة” أو إبداعية (بطريقة آلية) ولكن تبدو كما لو أنها كتبها إنسان. لقد كلفت كلا النموذجين بتأليف كلمات أغنية راب عن زراعة الخيار وأن أصبح مليونيرًا منها. من يكتب أغاني الراب عن الخيار؟ هذه هي الفكرة — شيء صعب!
إليك رد ChatGPT:
وهنا رد Claude، باستخدام نفس المُطالبة.
قد يكون الأمر ذاتيًا، لكن يبدو أنَّ Claude هو الخيار الأفضل هنا. عندما تم تكليف النموذجين بصياغة ثلاث مقالات حول مواضيع مختلفة، قدم Claude الخيار الأفضل في جميع الحالات الثلاث. لقد أنتج نتيجة أكثر شبهاً بالإنسان وتجنبت الأنماط المُرتبطة عادة بالنصوص التي يُنشئها الذكاء الاصطناعي، مثل المبالغة، واستخدام الكلمات المُعقَّدة، والاستخدام المتقطع لربط الكلمات.
مُقارنة بين Claude و ChatGPT: قدرات التعرف على الصور
ولاختبار قدرات التعرف على الصور، قمنا بتغذية ChatGPT و Claude بالعديد من الصور للمباني الشاهقة المشهورة حول العالم. وقد حدد ChatGPT جميعها بشكل صحيح، بينما فشل Claude 3 في التعرف على بعضها، بما في ذلك مارينا 101 في دبي المشهور إلى حد ما، وبرج لوتي العالمي في سيول، ومبنى ميرديكا 118 في كوالالمبور، ماليزيا.
وعلى عكس ChatGPT، واجه Claude صعوبة في تحديد المباني من بين المباني الأخرى، وكان مُعدل الفشل يرتفع إذا لم يكن المبنى في الولايات المتحدة أو الصين. ومع ذلك، لم يكن لديه مشكلة في تحديد الإصدارات المُبهمة من برج إيفل أو مبنى إمباير ستيت.
من الواضح أنَّ ChatGPT أفضل في هذا الصدد، ولكن بالنظر إلى أنَّ Claude 3 هو أول محاولة لـ Anthropic لبناء نموذج ذكاء اصطناعي مُتعدد الوسائط، لم تكن التجربة سيئة.
على الرغم من أنَّ النماذج ذات الأسماء الكبيرة مثل Palm 2 من Google، ومن ثم Gemini، تم وصفها دائمًا على أنها قاتلة مُحتملة لـ GPT-4، فقد أكدنا باستمرار أنَّ Claude AI الأقل شهرة من المرجح أن يحظى بهذا الشرف منذ إصداره الأولي في مارس 2023. بعد بضعة أشهر وعدة تكرارات على طول الخط، يبدو Claude 3 تمامًا مثل قاتل GPT-4 الذي توقعناه. إذا كنت من مُستخدمي روبوتات الدردشة ولكنك لم تجرب Claude AI، فأنت تفوت أداة ذكاء اصطناعي ذات تأثير كبير يُمكنها زيادة إنتاجيتك. يُمكنك الإطلاع الآن على أفضل البدائل الموجودة لـ ChatGPT.
