تُعد خيارات الإنتاج الموسيقي والتسجيل الصوتي من بين القرارات المُهمة التي يجب على المُنتجين اتخاذها. يتعلق ذلك بشكل كبير بتنسيق الصوت، سواء كان مونو (Mono) أو ستيريو (Stereo). في هذه المقالة، سنستكشف الاختلاف بين تقنية مونو واستيريو في إنتاج الموسيقى، ونُسلط الضوء على متى ولماذا يتم تفضيل كل تقنية.
قد تكون على علم بالمفهوم الأساسي لصوت المونو بالمُقارنة مع صوت الستيريو. لكن اختيار أفضل تنسيق للقناة لسياقات صوتية مُحددة يُمكن أن يؤدي إلى تحسين عملية المزج والإنتاج بشكل كبير. سنستعرض هنا تعريفاتها الأساسية وحالات الاستخدام الشائعة لمساعدتك في معرفة متى ولماذا تستخدم كل واحدة منها. تحقق من دليل للمُبتدئين لفن الماسترينغ الصوتي للأغاني
ما هو الفرق بين المونو والستيريو؟
يُمثل المونو صوتًا أحادي القناة والذي يبدو عادةً وكأنه يأتي من مركز مصدر الصوت. ويرجع ذلك إلى أنَّ الصوت الأحادي يُرسل كثافة إشارة متساوية إلى اليسار واليمين، مما يُولد إدراك الصوت القادم من بين هاتين النقطتين.
وبعبارة أخرى، لا تسمع أذنيك أي اختلافات بين اليسار واليمين، وبالتالي إزالة أي إحساس بالاتجاه.
من ناحية أخرى، يُمثل الستيريو صوتًا ثنائي القناة يصدر مستويات مختلفة من المعلومات الصوتية إلى اليسار واليمين. يؤدي هذا إلى إدراك أذنيك لمصادر الصوت من نقاط مُميزة في مجال الستيريو (من اليسار إلى اليمين) عند الاستماع إلى صوت الستيريو.
وهذا يعكس طريقة أكثر عضوية لمعالجة المعلومات الصوتية؛ تسمع أذناك بشكل طبيعي الأصوات القادمة من اتجاهات مُختلفة.
ما هو المونو المُزدوج؟
هناك تنسيق قناة إضافي يمكنك استخدامه للمسارات وإعدادات المكونات الإضافية يُسمى المونو المزدوج.
تتضمن المسارات أو الإعدادات المُخصصة للمونو المُزدوج قناتين أحاديتين مُستقلتين عن بعضهما البعض بينما تشتركان عادةً في نفس مصدر الصوت. من الناحية العملية، قد يعني هذا أنك تقوم بتسجيل نفس الجزء الصوتي على مسارين أحاديين يتم تحريكهما إلى اليسار واليمين.
ويختلف هذا عن تنسيق الستيريو ثُنائي القناة، حيث تعتمد قنوات الستيريو على بعضها البعض، وتشترك دائمًا في نفس مصدر الصوت.
لمزيد من توضيح الفرق، تعمل المُكوِّنات الإضافية لوضع الستيريو الموجودة على مسار الستيريو على القناتين بالتساوي. ومع ذلك، تعمل المكونات الإضافية في وضع المونو المُزدوج على قناتي الستيريو بشكل مُنفصل حيث تقوم بمعالجتهما بشكل مُستقل. تحقق من تحسين جودة إنتاج الموسيقى من خلال استخدام المُمارسات المُثلى بدلاً من تقنيات الإنتاج المُعتادة.
مُقارنة بين التسجيل الصوتي بتنسيق المونو والستيريو
إذا كنت تقوم بتسجيل الآلات الموسيقية الحية، مثل أثناء الغناء، فمن الطبيعي أن تقوم بإعداد قناة أحادية باستخدام ميكروفون واحد. تستفيد الآلات الموسيقية مثل الكمان، وجيتار الجهير، والأبواق، والباص المُزدوج، وغيرها الكثير من تسجيل المونو بميكروفون واحد.
بشكل عام، سوف ترغب في التسجيل بصوت مونو ما لم يصدر مصدر الصوت انتشارًا عضويًا ومرغوبًا به لمعلومات الستيريو. تشمل الأدوات التي تستفيد من تسجيل الستيريو (ميكروفون واحد على اليسار وآخر على اليمين) طبلة علوية، وأجهزة توليف معينة، وميكروفونات الغرفة.
يمكن تسجيل بعض الآلات الموسيقية مثل الجيتارات الصوتية في كلا التنسيقين، اعتمادًا على التأثير الصوتي الذي تبحث عنه. يمكن أن تؤدي القيثارات الأحادية إلى تحديد موضع دقيق في مجال الستيريو (من خلال التحريك) بينما يمكن لقيثارات الستيريو أن تملأ المساحة الصوتية في المزيج الخاص بك بشكل أفضل. في كثير من الأحيان، يتم تسجيل القيثارات على مسارات مونو مُزدوجة يتم تحريكها بقوة إلى اليسار واليمين لتوليد إحساس بالعرض.
متى يتم المزج باستخدام مسارات الستيريو
بينما قمنا بتغطية بعض الآلات الموسيقية التي تستفيد من إعداد الستيريو، هناك بعض حالات الاستخدام الأخرى التي تستحق النظر فيها لإضفاء الحيوية والعرض على المزيج الخاص بك.
في كثير من الأحيان، يكون من الجيد إعداد قنوات مساعدة ذات تردد وتأخير كمسارات ستيريو. يمكن أن يحفز هذا الإحساس بالمساحة لآلات مُعينة أو لمزيجك العام. تذكر أنَّ المسار الإضافي مونو الصدى/التأخير (الموجه) قد يؤدي أداءً أفضل في سياقات معينة؛ لذا استمر في التجربة.
كما هو الحال مع معظم جوانب الإنتاج الموسيقي، احرص على عدم المبالغة في الصدى والتأخير. إذا قمت بذلك، فقد تجد صعوبة في الحصول على صوت محدد ومسار مونو مُتوافق.
متى يتم المزج باستخدام مسارات المونو
عند تعلم كيفية مزج الموسيقى، قد يكون من السهل الوقوع في عادة إعداد معظم أدواتك الرقمية كمسارات ستيريو.
يمكن أن يؤدي عدد كبير جدًا من مسارات الستيريو في الواقع إلى نقص التعريف في مزيجك نظرًا لأنَّ الكثير من مصادر الصوت تبعث إشارات صوتية عبر مجال الستيريو. وهذا يزيد من احتمالية موازنة مستوى الجودة المنخفضة، وإخفاء التردد (حيث تتنافس الآلات الموسيقية على نفس المساحة)، ومشكلات صوتية أخرى. للتعرف على طرق معالجة مشكلات إخفاء التردد، ابحث في كيفية استخدام المُوازن الإلكتروني.
من خلال إعداد مسارات مونو كلما أمكن ذلك، فإنك تقوم بتضييق المساحة التي تشغلها؛ قد يكون هذا ضروريًا في المشاريع مُتعددة الأجزاء. من الأفضل أيضًا إبقاء آلاتك ذات التردد المُنخفض (فكر في حوالي 50 هرتز أو أقل) في المنتصف لتجنب مشكلات الوضوح والمراحل.
قد تظن أنَّ الكثير من مسارات المونو تؤدي إلى مزيج لطيف وضيق، لكن العكس هو الصحيح. اجمع بين إعداد المسارات الأحادية وقرارات التحريك الدقيقة والمستنيرة، وستحصل على مزيج أنظف وأوسع.
هناك عادة أخرى يسهل الوقوع فيها وهي المزج (والاستماع فقط إلى المزيج الخاص بك) بصوت الستيريو. ما يعنيه هذا عادةً هو أنك تحقق توازنًا وجودة صوت جيدين على ما يبدو في إصدار الستيريو لمسارك، ولكن هناك عيبان:
- قد لا تُدرك أبدًا بعض المشكلات الصوتية، مثل كيفية تصادم بعض الآلات والعناصر بسبب فصل الستيريو.
- قد يبدو المسار الخاص بك أسوأ بكثير عند تشغيله على أنظمة الصوت الأحادية.
يعد المزج بتنسيق المونو (جميع المقطوعات الموسيقية التي يتم تشغيلها في المنتصف) أحد أفضل الممارسات في إنتاج الموسيقى. فهو يوضح لك كيفية تفاعل كل عنصر من العناصر الموسيقية مع بعضها البعض. إنَّ التحدي المُتمثل في موازنة كل آلة كما تبدو من نفس الموضع سيُعزز قدراتك على المزج.
إذا تمكنت من جعل مسارك يبدو جيدًا في الوضع الأحادي، فإن جميع حيل الموازنة والمعادل والضغط الجانبي التي قد تكون استخدمتها ستؤدي حتمًا إلى مسار ستيريو عالي الجودة بمجرد دمج تأثيرات التحريك وتأثيرات الستيريو الأخرى.
السبب الرئيسي الآخر للتأكد من أنَّ مسارك يبدو رائعًا في الوضع الأحادي هو أنَّ العديد من الأجهزة، مثل الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وأنظمة السماعات الأصغر حجمًا، تُصدر الصوت بتنسيق أحادي.
بهذه الطريقة، يُمكنك التأكد من أن المسار الموسيقي مُتوافق بشكل أحادي وجاهز لجميع أنواع أنظمة الصوت. سيوفر لك هذا الوقت والجهد عند بدء العملية اللاحقة لعملية الماسترينغ. تحقق من طرق استخدام الذكاء الاصطناعي في الإنتاج الموسيقي.
استخدم كلاً من صوت المونو والستيريو للحصول على مزيج رائع
يجب أن تكون المسارات الأحادية هي التنسيق المُفضل لديك، في حين أنَّ إعدادات المونو المُزدوجة مُخصصة لمُعالجة ثنائية القناة والمُستقلة. حدد فقط الستيريو للأدوات والتأثيرات التي تنبعث منها مزيجًا مرغوبًا من معلومات الستيريو. وقم بمزج المسار بالكامل بشكل أحادي للحصول على تعريف أكبر قبل تطبيق تأثيرات التحريك والستيريو. افعل ذلك، وستضمن التوافق الأحادي ومزيجًا عالي الجودة بشكل عام. يُمكنك الإطلاع الآن على كيف تصبح مُهندس صوت: دليل خطوة بخطوة.
