في عصر الإعلام والمعلومات الرقمية ، تُعتبر القدرة على تمييز الأخبار الحقيقية عن المُزيفة أمرًا ضروريًا لاتخاذ قرارات مُستنيرة وتشكيل آراء مُتوازنة. تزاحمت الأخبار والمعلومات المُتنوعة على الإنترنت ، وأصبح التضليل والمعلومات المُضللة من أكثر القضايا تحديًا التي تُواجهها الجماهير.
عندما نواجه معلومات خاطئة ، يُمكن أن يكون أحد أمرين: التضليل أو المعلومات المُضللة ، وهما مُصطلحان يُستخدمان غالبًا بالتبادل ، ولكن هناك فرق بينهما ولا يُشيران إلى نفس الشيء.
فهم الفرق بين التضليل والمعلومات المضللة يُسهم في بناء مناخ إعلامي أكثر شفافية ونزاهة. إنها رحلة لتطوير مهاراتنا في تقييم المحتوى الرقمي واتخاذ قرارات مُستنيرة ، حيث يُتيح لنا ذلك تحقيق فوائد التكنولوجيا والمعرفة بدون أن نقع في أفخاخ الإيهام والزيف.
إذن كيف يختلف التضليل والمعلومات المضللة؟ تحقق من الطرق التي ستُؤدي بها محركات البحث التي تعمل بالذكاء الاصطناعي إلى تغيير الإنترنت إلى الأبد.
ما هي المعلومات المضللة؟
المعلومات المضللة هي ببساطة معلومات غير دقيقة تُنتشر بغض النظر عن النية أو الأهداف. المُتورط في انتشارها ليس لديه فكرة عما اعتبره حقيقة هو في الواقع غير صحيح.
في هذه الأيام ، يكون للمعلومات المضللة تأثير أوسع وأكثر تدميراً بسبب مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت ، أي أنها تتفاقم بسبب سهولة مشاركة كل شيء الآن.
على سبيل المثال ، انتشرت معلومات خاطئة تُفيد بأنَّ اللقاحات تُسبب العقم والتوحد والوفاة. وقد أدى ذلك إلى رفض الكثيرين ، بما في ذلك المشاهير ، أخذ لقاح COVID-19 وتشجيع الآخرين على عدم القيام بذلك أيضًا. وبالتالي ، فقد واجه اللقاح مُقاومة في مختلف الأوساط.
ملامح المعلومات المضللة
يُمكن أن تؤدي المعلومات المضللة إلى الارتباك والأفعال الإستباقية. كما يُمكن أن يكون لها آثار سلبية على مختلف قطاعات المجتمع. فيما يلي بعض الملامح التي تُشير إلى المعلومات المضللة.
عدم الدقة والنية
أولاً ، المعلومات الخاطئة هي معلومات غير دقيقة جزئيًا أو كليًا. والتي تحتوي على أخطاء وتشوهات لم يتم التحقق منها ولا تدعمها مصادر موثوقة.
قد ينشر بعض الأفراد والكيانات بالفعل معلومات كاذبة عن طيب خاطر ، ولكن عادةً ما يتم نشر المعلومات المضللة دون نية الخداع. حيث أنَّ كل من يتسبب في انتشارها ليس لديه فكرة على أنَّ المعلومات التي لديه خاطئة.
استغلال الانحياز التأكيدي
الانحياز التأكيدي هو ميل لتفسير وقبول المعلومات التي تدعم مُعتقداتك وآرائك الموجودة مسبقًا وقبولها. إنه يقود الأشخاص إلى الانتباه إلى المعلومات التي تتوافق مع مُعتقداتهم وتجاهل المعلومات التي تُعتبر خلاف ذلك. يُظهر الأشخاص هذا الانحياز عندما يجمعون أو يتذكّرون المعلومات بشكل انتقائي ، أو عندما يفسّرونها بطريقة مُتحيّزة.
غالبًا ما تتغذى المعلومات المضللة على الانحياز التأكيدي ، مما يجعل الآخرين أكثر عرضة لقبولها ومشاركتها دون التحقق من صحتها.
الانتشار السريع
عادةً ما تكون المعلومات المُضللة أخبارًا مثيرة ، مما يدفع الأشخاص إلى مشاركتها بمجرد تلقيها (أو قراءة العنوان دون استكشاف المقال بالكامل). مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي ، تضاعف هذا الانتشار لتُصبح فيروسية ، مما يجعل من الصعب السيطرة عليها.
الصور الخادعة
قد تحتوي المعلومات المضللة على صور احتيالية يبدو أنها تدعم مصداقيتها أو لها شكل من أشكال التأثير العاطفي. يمكن تحرير هذا المحتوى المرئي أو إزالته من السياق.
آثار المعلومات المُضللة
في المقام الأول ، تؤدي المعلومات المضللة إلى تآكل الثقة في المصادر الموثوقة مثل المنافذ الإخبارية ومنصات البحث العلمي والخبراء الآخرين. يحدث هذا عندما يتم وضع معلومات مضللة بجانب المعلومات الحقيقية أو بحيث تكون مُطابقة لها ، مما يؤدي إلى صعوبات في التمييز بينهما. عادة ما يكون الأمر مثيرًا بدرجة كافية للتأثير على السلوكيات والأفعال ، مما يؤدي إلى قرارات غير دقيقة على مستويات مختلفة.
المعلومات المضللة في مجالات الصحة والطب خطيرة بشكل خاص. يُمكن أن تؤدي المعلومات الخاطئة عن العلاجات والأعراض واللقاحات والوقاية إلى تعريض صحتك وصحة الآخرين للخطر.
يُمكن أن تؤدي المعلومات المضللة إلى الصراع وزيادة التوتر بين المجموعات المختلفة. يمكن أن تؤدي المعلومات المضللة أيضًا إلى تعزيز العنف والعزل بين الأشخاص ، مما يؤدي إلى الخلاف المجتمعي. تحقق من كيفية إزالة المعلومات الشخصية الكاذبة على الإنترنت.
ما هو التضليل؟
يُشير مُصطلح التضليل إلى النشر المُتعمد لمعلومات كاذبة لخداع الأشخاص وإحداث الفوضى والتضليل والتلاعب بالأفكار بين مُختلف الفئات.
على عكس المعلومات المُضللة ، التي يمكن نشرها دون نية خبيثة ، يتم نشر التضليل بغرض صريح هو الخداع وغالبًا ما يكون ذلك بأجندة مُحددة. يمكن أن يأتي من مصادر عديدة أيضًا ، بما في ذلك منشورات الذكاء الاصطناعي.
ملامح التضليل
للتضليل بعض السمات الرئيسية التي تُميزه عن المعلومات المضللة غير المقصودة. فيما يلي الملامح الرئيسية للتضليل.
النية الخبيثة والأهداف الإستراتيجية
ينتشر التضليل بقصد خبيث وعادةً ما يُعرف بأنه عملية خاطئة. إنه مُصمم لخداع أي شخص يقرأ المُحتوى ، بقصد التحريض على العنف والتشهير وإحداث الصراع والانقسام.
كما أنه ينتشر مع الأهداف والغايات الاستراتيجية ، مثل التأثير على الانتخابات أو الترويج لوجهة نظر أو رأي مُتطرف.
مُتنكر في شكل معلومات مشروعة
غالبًا ما يتم إخفاء التضليل على أنه معلومات مشروعة أو معلومات من مصدر حسن السمعة للمساعدة في نشر محتوياته وتسهيل تصديقه. هذا يجعل من الصعب تمييزه عن المعلومات الدقيقة.
التأثيرات طويلة المدى
يُمكن فضح التضليل ودحضه وإنكاره بشدة ، ولكن آثاره لن تُنسى قريبًا. يُمكنه التأثير على القرارات والثقة والتصورات حتى بعد فترة طويلة من إثبات زيف المعلومات.
الجماهير المُستهدفة
عادةً ما يكون له جمهور مُستهدف ، ويُمكن أن يعتمد ذلك على العرق ، والتحيزات العقائدية ، والميول السياسية ، والمُحفزات العاطفية. هذا يُساعد على زيادة تأثيره وتوسيع رقعة انتشاره.
آثار التضليل
يُمكن أن يكون تأثير التضليل ضارًا وواسع النطاق ، ويُمكن أن يُقوِّض الثقة في المؤسسات ووسائل الإعلام وغيرها من مصادر المعلومات الموثوقة والشرعية. عندما يكون التضليل شديد الشبه بالمعلومات الدقيقة ، فقد تُصبح غير متأكد حتى من مكان الوصول إلى المصادر الموثوقة ، حيث قد يكون من الصعب التمييز بين الاثنين.
يمكن أن يتسبب التضليل في حدوث انقسام مُجتمعي أيضًا ، خاصةً عندما يلعب على تحيزات تأكيدية مُعينة. يُمكن أن يخلق التضليل غرف تحيزية حيث لا يتعرض الأشخاص إلا للمعلومات التي تدعم ما كانوا يعتقدون في السابق. يمكن أن يؤدي هذا أيضًا إلى العداء والاستقطاب ، وهذا يعني أنه يضخم نظريات المؤامرة ، مما يؤدي إلى قبول واسع النطاق للمعتقدات التي لا أساس لها من الصحة والضارة التي تفتقر إلى المصداقية.
الأفراد والمنظمات التي تستهدفها حملات التضليل قد يُعانون من الإضرار بسمعتهم أيضًا. تحقق من كيف يُمكن للبيانات الصحفية أن تُؤثر على أسعار العملات المُشفرة؟
كيفية اكتشاف التضليل والمعلومات المُضللة
يُعد تحديد المعلومات المضللة والتضليل أمرًا بالغ الأهمية ، حيث يُمكن أن تنتشر المعلومات الخاطئة بسرعة وتكون لها عواقب وخيمة. فيما يلي بعض النصائح لمساعدتك في اكتشاف المعلومات الخاطئة والمُضللة.
1. تحقق من التفاصيل وتدقيقها
قبل الوثوق بأي معلومات ، تحقق من المصادر الإعلامية ذات السمعة الطيبة مثل المنافذ الإخبارية المعروفة ، والمواقع الحكومية ، والمؤسسات الأكاديمية ، والخبراء المعروفين.
ولا تعتمد على مصدر واحد للمعلومات. تأكد من إجراء تدقيق متقاطع من مصادر مُتعددة. إذا أبلغت عدة مصادر موثوقة عن قصة ما ، فمن المرجح أن تكون صحيحة. يمكنك حتى استخدام الأدوات لاكتشاف الأخبار المزيفة وتخفيف مخاوفك.
2. اقرأ ما وراء العناوين الرئيسية
لا تقع في فخ اصطياد النقرات!
تستخدم مواقع الإعلام المُضللة والإعلانية عناوين جذابة ومُثيرة لجذب النقرات والمشاهدات. يُمكن أن يكون النص الأساسي بعض المعلومات البسيطة أو مختلفًا تمامًا عن المعلومات التي يُحاول العنوان نقلها.
3. النظر في تحيزاتك
تأكد من النظر في تحيزاتك. إذا صادفت معلومات تدعم بقوة اعتقادًا حالي لم يتم التحقق منه لديك ، فيجب على الأقل أن تشكك في وجهة النظر الأخرى.
4. احترس من الصور المُضللة
قد يستخدم هؤلاء الذين ينشرون معلومات مضللة الصور المُعدَّلة لجعل المعلومات المنشورة تبدو ذات مصداقية. يُمكنهم أيضًا إخراج الصور من السياق لتُناسب روايتهم. يمكنك استخدام أدوات البحث العكسي عن الصور لأجهزة iPhone و Android للتحقق من صحة الصور التي تصادفك.
التضليل والمعلومات المضللة: مخاطر عصر الإعلام
تنتقل المعلومات بسرعة كبيرة — وكذلك المعلومات المضللة وطرق التضليل.
ومع ذلك ، هناك طرق لمواجهة هذا الخطر. إذا كنت تأخذ وقتًا للتحقق والالتزام بمشاركة المعلومات بشكل مسؤول ، فمن الممكن تقليل تأثير هذا الخطر. يُمكنك الإطلاع الآن على أفضل النصائح لاكتشاف وتجنب (نشر) الأخبار المزيفة أثناء الأزمات.
