الذكاء الاصطناعي (AI) هو تقنية واعدة له القدرة على تحسين حياتنا بعدة طرق. ومع ذلك ، فإنَّ الذكاء الاصطناعي يُثير أيضًا مخاوف بشأن الخصوصية.
لقد تغلغل الذكاء الاصطناعي (AI) ببطء ولكن بثبات في كل جانب من جوانب حياتنا الرقمية تقريبًا ، مما فتح الباب أمام أحد أكثر مخاوف الخصوصية فعالية منذ ظهور مواقع التواصل الاجتماعي.
حيث ينشر المزيد من الأشخاص عن غير قصد كميات هائلة من البيانات حول حياتهم اليومية. هذه البيانات يُمكن أن تستخدم لتحديد هوياتهم ، ومتابعة تحركاتهم ، ومراقبة عاداتهم الشرائية ، وحتى التنبؤ بسلوكهم. يُمكن أن تكون هذه المعلومات حساسة للغاية ، ويُمكن استخدامها لأغراض ضارة ، مثل سرقة الهوية أو الابتزاز أو حتى التعرض لهجوم.
لكن كيف نتعامل مع هذا التهديد الجديد؟ كيف يُمكنك الحفاظ على خصوصيتك في عصر خوارزميات الذكاء الاصطناعي المُتقدمة التي تُسهل على الأفراد والشركات إنتهاك ضمانات خصوصيتك؟ فيما يلي الطرق المُتاحة لحماية خصوصيتك في عصر الذكاء الاصطناعي. تحقق من فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في الأجهزة القابلة للارتداء وأجهزة إنترنت الأشياء.
1. لا تُشارك البيانات الحساسة مع روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي
قد يكون من المُغري إنجاز كل شيء من خلال روبوت الدردشة المُفضل لديك. هل تحتاج إلى كتابة رسالة بريد إلكتروني؟ هل تحتاج إلى التخطيط لرحلة؟ بحاجة الى اقتراح كلمة السر؟ ماذا عن البحث عن مشكلة صحية؟ يعتمد الكثير من الأشخاص الآن بشكل كبير على روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT للتعامل مع مهام مثل هذه ، ولكن هل يجب عليك ذلك؟
في حين أنَّ روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي يمكن أن تجعل حياتك أسهل من خلال جعلك تتجنب مثل هذه المهام المُجهدة ، فإنها تُعرضك لمشاكل خطيرة تتعلق بالخصوصية والأمان. على سبيل المثال ، إذا كنت تطلب من ChatGPT اقتراحات لكلمة السر ، أو تتحدث معه حول صحتك أو مشاكل علاقتك ، أو ربما تستخدمه بانتظام لصياغة مستندات سرية للعمل ، فإنَّ حسابك بالفعل منجم ذهب للمعلومات الحساسة التي يُمكن استخدامها من قبل الجهات المُهددة ضدك.
من المحتمل ألا تستخدم شركات مثل Google و Microsoft و OpenAI ، التي تمتلك روبوتات الدردشة الأكثر شيوعًا في السوق ، محادثاتك بطريقة ضارة. لكن المُتسللين ليس لديهم نفس السلطة التقديرية. تعد الملفات الشخصية لروبوت الدردشة بالذكاء الاصطناعي ، مثل حسابك على ChatGPT ، هدفًا رئيسيًا لمُجرمي الإنترنت الذين يفهمون نوع المعلومات التي يمكن أن يحتويها حسابك. لا تكن ضحية. لا تُشارك معلوماتك الشخصية أو الحساسة مع روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي. تحقق من الأشياء التي يجب ألا تُشاركها مع روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي.
2. كن حذرًا مما تُشاركه عبر الإنترنت
كن مُدركًا تمامًا لما تُشاركه على الإنترنت. صناعة الذكاء الاصطناعي بأكملها مبنية على البيانات — بياناتي وبياناتك وبيانات الجميع. النص الذي تكتبه في المنتديات ، والصور التي تُشاركها على مواقع التواصل الاجتماعي ، ومقاطع الفيديو والملاحظات الصوتية التي تنشرها: كل هذه المعلومات هي كنز لأدوات كشط الويب التي تبحث عن البيانات لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. والأسوأ من ذلك ، بسبب القوانين المُتساهلة نسبيًا التي تغطي الوصول إلى البيانات لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي ، فإنَّ كل شيء تقريبًا يُعتبر لعبة عادلة. بالإضافة إلى حقيقة أنَّ بياناتك قد تكون موجودة في خادم بعيد في بلد ما وتُستخدم لتدريب نظام ذكاء اصطناعي ، فهناك أيضًا مخاوف خطيرة تتعلق بالأمان والسمعة.
لذا ، إذا قمت بمشاركة مقطع فيديو لك وأنت تُغني على الإنترنت: ما الخطأ الذي يمكن أن يحدث؟ تُعد خوارزميات الذكاء الاصطناعي الحالية قوية للغاية. يُمكنها إنشاء معالجات واقعية للغاية لمقاطع الفيديو والصور والصوت. تؤدي مشاركة الكثير من المعلومات الشخصية أو المحتوى المرئي عبر الإنترنت إلى زيادة خطر استخدام هويتك بطرق ضارة منها تقنية التزييف العميق.
3. كن أكثر حذرًا بشأن أنشطتك عبر الإنترنت
يُمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تجميع المحتوى وتحليله بسهولة — حتى الأشياء الخاصة التي تُفضل عدم مشاركتها علنًا — لتكوين رأي عنك. يمكن أن يؤدي ذلك إلى إحداث فجوة في خصوصيتك ، مما يؤثر على فرص العمل والعلاقات والتواجد العام عبر الإنترنت. إذا كانت أنشطتك عبر الإنترنت سلبية إلى حد ما ، فيمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أن تلتقطها ، وتُديم التحيزات ، وتعمل على تضخيم المعلومات السلبية.
بالطبع ، لا يزال العديد من المُستخدمين يعتمدون إلى حد كبير على أدوات مثل Google للبحث عن الأشخاص. ومع ذلك ، أصبحت روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تدريجيًا بديلاً مُفضلاً. قريبًا ، قد تُصبح وسيلة رئيسية للبحث عن تفاصيل شخص ما. لماذا هذا مُناسب؟ البيانات التي يتم جمعها حول أنشطتك عبر الإنترنت اليوم هي ما ستستخدمه خوارزميات الذكاء الاصطناعي لإعلام الناس عنك غدًا.
4. ابق مجهولاً قدر الإمكان
إذا لم تكن قد تبنيت منهجية عدم الكشف عن هويتك عبر الإنترنت مُطلقًا ، فلن يكون هناك وقت أفضل للانضمام إلى هذا الاتجاه. في السابق ، ربما كانت مخاوفك المُتعلقة بالخصوصية هي تطبيقات الشبكات الاجتماعية التي تبيع بياناتك أو ربما تطبيقات هاتفك الذكي التي تتطفل عليك. الآن أصبحت الأمور أكثر تعقيدًا — وليس بطريقة جيدة. يُمكن لنماذج الذكاء الاصطناعي القوية إنشاء ملف شخصي دقيق لك من فتات البيانات الصغيرة التي تتركها وراءك.
لا يتعين على الشركات بالضرورة شراء بياناتك من الخدمات التي تستخدمها. يُمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي التعرف على بصماتك الرقمية واستخدامها لبناء تمثيلات صحيحة لشخصيتك. مُواجهة هذا التهديد ليس بالأمر السهل. ومع ذلك ، يُمكنك البدء بجعل من الصعب تحديد هويتك بالبقاء مجهول الهوية قدر الإمكان. كلما كان ذلك ممكنًا ، استخدم متصفحات الويب المجهولة ، واشترك في خدمات VPN ، ونوّع أسماء المستخدمين عبر الخدمات عبر الإنترنت ، واستخدم محركات البحث المجهولة ، وجرب رسائل البريد الإلكتروني التي يمكن التخلص منها — استخدم جميع الطرق المُمكنة لإبقاء هويتك مجهولة على الإنترنت.
5. استخدم كلمات سر أقوى
إنَّ استخدام كلمات سر قوية هو ما نسمعه منذ سنوات. ومع ذلك ، فإنَّ بعض كلمات السر “القوية” لم تعد بهذه القوة في مواجهة أدوات الذكاء الاصطناعي المُتقدمة.
إنَّ وصول تطبيقات تكسير كلمات السر التي تعمل بالذكاء الاصطناعي يجعل كسر بعض ما يُسمى بكلمات السر المعقدة أسهل بكثير. خذ PassGAN على سبيل المثال ، نموذج AI لاختراق كلمات السر ، تم تدريبه على ملايين كلمات السر الحقيقية المأخوذة من قواعد البيانات المسربة. قد لا يكون الاختلاف في السرعة والفعالية كبيرًا في الوقت الحالي ، لكنه دليل على ما يقدمه الذكاء الاصطناعي. بخلاف PassGAN ، تستخدم الآن أدوات تكسير كلمات السر الأخرى التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تقنيات الهندسة الاجتماعية لإنشاء أفضل تخمينات لكلمات السر.
المغزى من القصة؟ تحتاج إلى إنشاء كلمات سر أقوى بكثير. تحتاج إلى معرفة كيفية إنشاء كلمة سر يسهل تذكرها ولكن يصعب كسرها. إذا كنت ترغب في ذلك ، فيمكنك البحث عن كلمات مرور مكونة من 20 حرفًا ؛ ولم لا؟ تحقق من كيف تُخزن الشبكات والأنظمة كلمات السر ومعلومات تسجيل الدخول الأخرى؟
6. اقرأ سياسات الخصوصية
نعم ، إنه أمر مُمل. لا يوجد شيء مُثير بشأن متابعة جميع سياسات الخصوصية الطويلة على مواقع الويب. ومع ذلك ، إذا كنت ستستخدم خدمة ويب ، وتخطط لمشاركة البيانات من أي نوع معها ، فيجب عليك تخصيص بعض الوقت لقراءة سياسات الخصوصية لمعرفة كيفية التعامل مع بياناتك. إذا وجدت الشروط أو السياسات غير مواتية ، فابحث عن طرق لإلغاء الاشتراك في الموافقة على استخدام موقع الويب لبياناتك.
تتضمن روبوتات الدردشة. لكل خدمة حسنة السمعة سياسة خصوصية تخبرك بما يحدث لمعلوماتك. هكذا يُمكنك معرفة بالضبط ما يفعله ChatGPT ببياناتك … تحقق من لماذا لا يجب أن تثق في ChatGPT لمُشاركة المعلومات السرية معه.
حماية خصوصيتك بشكل استباقي
مع استمرار النمو السريع للذكاء الاصطناعي ، فإنه يجلب معه زيادة حتمية في التحديات التي تُواجه أمننا وخصوصيتنا. وهذا يجعل من المهم للغاية أن نتخذ تدابير استباقية لحماية معلوماتنا الشخصية واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول بطرق لا تفتحنا أمام تهديدات القرصنة الرئيسية. يُمكنك الإطلاع الآن على الذكاء الاصطناعي ومخاطر الخصوصية: حماية بياناتك في عالم آلي.
