تُعتبر شبكات VPN وسيلة فعَّالة لإخفاء موقعك الجغرافي الحقيقي، حيث تعمل على توجيه حركة بياناتك عبر خوادم آمنة مُتواجدة في أماكن مُختلفة، مما يمنحك طبقة إضافية من الخصوصية. ومع ذلك، فإنَّ العديد من التطبيقات والخدمات تمتلك طرقًا مُتقدمة لاكتشاف مكان تواجدك الفعلي، سواء من خلال بيانات GPS، نقاط اتصال Wi-Fi، أو حتى معلومات شبكة الهاتف. هذا يعني أنَّ استخدام VPN وحده قد لا يكون كافيًا لتحقيق الخصوصية الكاملة إذا لم تتخذ خطوات إضافية للحفاظ على بياناتك.
روابط سريعة
لماذا لا تستطيع شبكات VPN إخفاء موقعك الجغرافي تمامًا
عندما تتصل بشبكة خاصة افتراضية، فإنها تُنشئ نفقًا مُشفرًا بين جهازك وخادم مُزوِّد VPN. ثم، عندما تُرسل أو تستقبل بيانات عبر الإنترنت، يتم نقلها عبر النفق وتوجيهها إلى الوجهة بواسطة خادم VPN. في هذا الإعداد، يكون خادم VPN هو الوسيط الذي يتعامل مع حزم الإنترنت نيابة عنك.
من خلال الوصول إلى موارد الإنترنت نيابة عنك، تُخفي شبكة VPN هويتك بشكل فعَّال. إنها تفعل ذلك باستخدام عنوان IP الخاص بها بدلاً من عنوان IP الحقيقي الخاص بك، لذلك فإنَّ أي مواقع ويب أو تطبيقات تصل إليها سترى خادم VPN كطرف يصل إلى المورد وليس أنت. بالنسبة لموقع الويب أو التطبيق، فإنَّ موقعك الجغرافي هو مكان عنوان IP لخادم VPN.
يعمل هذا الإعداد بشكل جيد لخداع الخدمات أو التطبيقات التي تعتمد على عناوين IP لإخبارها بمكان تواجدك. ومع ذلك، فإنَّ هذه الاستراتيجية ليست مضمونة، حيث توجد طرق أخرى يُمكن للتطبيقات ومواقع الويب من خلالها معرفة مكانك دون استخدام عنوان IP الخاص بك.
استخدام بيانات GPS
تحتوي الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية على نظام GPS مُدمج يُمكن استخدامه لمعرفة المكان الحالي للجهاز. وخاصةً على الأجهزة المحمولة، تستخدم التطبيقات البيانات من مُستشعر GPS لتحديد موقعك الجغرافي. على سبيل المثال، تستخدم تطبيقات الملاحة مثل “خرائط Google” وتطبيقات طلب سيارات الأجرة مثل Uber بيانات GPS لتحديد مكان تواجدك بدقة.
لهذا السبب، حتى إذا قمت بالاتصال بشبكة VPN وفتحت تطبيقًا، فلن يتغير مكان تواجدك الحالي إلا إذا انتقلت فعليًا إلى مكان مُختلف. وذلك لأنَّ الاتصال بشبكة VPN يُغيِّر عنوان IP الخاص بك فقط؛ ولا يُغيِّر بيانات مُستشعر GPS.
على هذا النحو، لا تزال هذه التطبيقات قادرة على معرفة موقعك الجغرافي الحقيقي بغض النظر عن إعدادات VPN الخاصة بك. ولكن بالطبع، هناك طريقة لخداع مثل هذه التطبيقات باستخدام انتحال الموقع الجغرافي. اطلع على مقالتنا حول الاختلافات بين انتحال الموقع وشبكات VPN لمزيد من التفاصيل.
التحقق من شبكات Wi-Fi المُحيطة
تستخدم بعض التطبيقات حيلة أخرى لتحديد موقعك الجغرافي الحقيقي وهي التحقق من شبكات Wi-Fi المُحيطة. تحتوي كل نقطة وصول Wi-Fi على عنوان MAC فريد (يُسمى أيضًا BSSID) يتم بثه إلى الأجهزة القريبة. يُمكن لجهازك اكتشاف شبكات Wi-Fi القريبة هذه حتى إذا لم تكن متصلاً بها.
تُتيح لك هذه الميزة فحص شبكات Wi-Fi القريبة والاتصال بها بسهولة. ومع ذلك، تستخدمها بعض الشركات لإنشاء قواعد بيانات كبيرة لعناوين MAC لشبكات Wi-Fi ومواقعها الجغرافية.
لذا، حتى مع اتصال VPN أو مكان مُزيف أو تعطيل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، يُمكن لبعض التطبيقات إرسال قائمة بعناوين Wi-Fi القريبة إلى قاعدة بيانات مكان شبكة Wi-Fi لتحديد مكانك التقريبي. في هذه الحالة، لا تكون شبكات VPN مُفيدة لخداع التطبيقات التي تستخدم شبكات Wi-Fi القريبة لتحديد موقعك الجغرافي.
استخدام Bluetooth والأجهزة القريبة
يُمكن لبعض التطبيقات أيضًا تحديد موقعك الجغرافي الحقيقي باستخدام Bluetooth والأجهزة القريبة. تبث الهواتف الذكية والأجهزة الأخرى التي تدعم Bluetooth وجودها إلى الأجهزة القريبة.
يُمكن للتطبيقات تحديد موقعك الجغرافي من خلال اكتشاف هذه الإشارات ثم مُقارنة هوية أجهزة Bluetooth القريبة بالبيانات المُخزَّنة في قواعد البيانات التي تربطها بأماكن فعلية مُحددة. هذه هي الطريقة التي يعمل بها Find My Device جزئيًا حتى عندما يكون هاتفك مغلقًا.
في بعض الأماكن مثل المطارات ومتاجر التجزئة، تُوفر أجهزة Bluetooth Low Energy (BLE) الصغيرة (المعروفة باسم المنارات) خدمات تعتمد على الموقع الجغرافي مثل الملاحة الداخلية، حيث قد يكون نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) أقل فعاليَّة. من خلال اكتشاف هذه المنارات، يُمكن لبعض التطبيقات معرفة موقعك الجغرافي من خلال تحديد منارات مُحددة تم تعيينها لأماكن فعلية.
يُعد استخدام VPN رائعًا للوصول إلى المُحتوى المُقيد جغرافيًا، وحماية بياناتك على الشبكات العامة، أو تصفح الإنترنت بشكل مجهول. ومع ذلك، لإخفاء مكانك عن التطبيقات، ابحث في مكان آخر لأنَّ بعض التطبيقات لا تعتمد على عنوان IP الخاص بك لتحديد موقعك الجغرافي. يُمكنك الإطلاع الآن على هل من الآمن مُشاركة موقعك الجغرافي مع موقع ويب أو تطبيق خارجي؟