تصدرت عمليات التسريح الجماعي للمُوظفين من شركات التكنولوجيا عناوين الصحف منذ النصف الثاني من عام 2022 ، ويبدو أنَّ الأسوأ لم ينته بعد. بعد أن قام Elon Musk بإيقاف ما يقرب من نصف القوى العاملة العالمية في Twitter ، حذت بعض الشركات التكنولوجية مثل Meta و Amazon حذوها مع تخفيضات في عدد الوظائف المُتاحة مما أدى إلى زيادة عدد العاطلين عن العمل قبل العطلات مباشرةً.
تشتهر صناعة التكنولوجيا بطرد المُوظفين بشكل مُستمر ومُتكرر. حيث تُعيد المرحلة الأخيرة التي عايشناها من عمليات التسريح للعمال ذكريات حقبة الدوت كوم (فقاعة تكنولوجيا المعلومات) ، التي تركت الآلاف بدون وظائف. لماذا تم طرد العديد من موظفي التكنولوجيا مُؤخرًا؟ فيما يلي بعض الأسباب. تحقق من طرق استخدام التكنولوجيا لتعزيز السعادة أثناء العمل من المنزل.
1. عدم اليقين الاقتصادي
تسريح العمال هي استراتيجية طوارئ للشركة عندما يتضاءل الطلب على مُنتجاتها وخدماتها. للأسف ، يكون الموظف أول من يتضرر عندما تحتاج الشركة إلى خفض التكاليف التي تدفعها.
في About Amazon ، ذكر Dave Limp ، نائب الرئيس الأول للأجهزة والخدمات ، “البيئة الاقتصادية كليةً غير عادية وغير مُؤكدة” والتي أدت إلى قرارها بفقدان “Amazon للموهوبين”. ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنَّ Amazon قامت منذ ذلك الحين بتقليص قوتها العاملة إلى ما يقرب من 80.000 من أبريل إلى سبتمبر ، مع توقع تسريح آلاف آخرين في الأيام المقبلة.
تصاعدت المناقشات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة في حالة ركود بعد أن أظهرت بيانات من مكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي في يوليو 2022 انكماش الاقتصاد للربع الثاني على التوالي. لا يُمكنك القول بثقة أنَّ المستقبل يبدو ورديًا. يذكر صندوق النقد الدولي (IMF) أنَّ الظروف الاقتصادية في حالة توازن ، اعتمادًا على مسار الحرب في أوكرانيا والسياسة النقدية والوباء. يُمكنك أن تستنتج أنَّ عمليات التسريح هي طريقة الشركة للبقاء على قيد الحياة في الأوقات المُضطربة وغير اليقينية.
2. انخفاض نشاط التجارة الإلكترونية
دفع الوباء العديد من الشركات إلى نظام العمل عبر الإنترنت لأنها حاولت التكيف مع عمليات العزل الإجتماعي. قد تتذكر الوقت الذي اضطررت فيه إلى البقام في المنزل طوال اليوم مُرتديًا بيجاماتك بينما ترتدي ملابس علوية أكثر ملاءمة للمكتب لاجتماعات Zoom. أصبح التسوق عبر الإنترنت و Netflix والعمل عن بُعد طريقة جديدة للحياة. ربما كنت تعتقد أنَّ الأمر سيبقى على هذا النحو إلى الأبد ، مع توظيف شركات التكنولوجيا من اليسار واليمين للعديد من الأدوار الوظيفية في تكنولوجيا المعلومات.
تبنت بعض شركات التكنولوجيا العمل عبر الإنترنت ، مع وجود عدد قليل من الشركات ذات التصنيف العالي في Glassdoor تُقدم العمل عن بُعد أو الهجين بالكامل. لكن لم يكن الجميع حريصًا على حدوث Metaverse فجأةً. طالبت بعض الشركات الموظفين بالعودة إلى مكاتبهم بدوام كامل ، وانتشرت على الإنترنت نصائح للعودة الناجحة إلى المكتب. وخرج المستهلكون أيضًا من عمليات العزل الإجتماعي ، وانخفض الإنفاق عبر الإنترنت.
استشهد منشور في مدونة صندوق النقد الدولي ببحوث من IMF و Mastercard و Harvard Business School تظهر أنَّ نشاط التجارة الإلكترونية هو عند مستويات الاتجاه السابقة لحدوث COVID-19 أو أقل منها في الولايات المتحدة والاقتصادات المُتقدمة الأخرى. يعود سبب التسريح الجماعي للعمال في مجال التكنولوجيا جزئياً إلى عودة العالم إلى الوضع الطبيعي الذي كان سائداً قبل انتشار الوباء. ربما تكون الشركات قد وظفت بسرعة خلال الوباء ، لكن ليس لديها فائدة من هؤلاء الموظفين الآن.
3. ضغوط من المُستثمرين
أصبحت تهديدات التسريح أكثر واقعية حيث يضغط المستثمرون من أجل خفض الوظائف لتقليل النفقات. بعد الازدهار التكنولوجي في عام 2021 ، أصبح أصحاب رؤوس الأموال قلقين من أنَّ الشركات ستكون أقل ربحية هذا العام. بعض الشركات التي تواجه ضغوطًا من المستثمرين هي Alphabet (الشركة الأم لشركة Google) و Meta.
ذكرت CNBC أنَّ مُستثمرًا من TCI Fund Management ، أحد المساهمين في Alphabet ، دعا الشركة إلى “اتخاذ إجراءات صارمة” وتقليل عدد الموظفين. وفقًا لـ Marketwatch ، تُخطط Alphabet لتسريح ما يقرب من 10000 موظف ضعيف الأداء.
في غضون ذلك ، أجرى Brad Gerstner ، الرئيس التنفيذي لشركة Altimeter Capital ، مكالمات مُماثلة مع Meta. في خطاب مفتوح إلى Mark Zuckerburg كتب في 24 أكتوبر 2022 ، انتقد مساهم Meta الشركة لانجرافها إلى “أرض الفائض”. مُستشهداً بالإحصائيات الصعبة ، شدد Gerstner على الحاجة إلى Meta “لاستعادة سحرها” ، وتقليل الموظفين ، وتقليل النفقات. يبدو أنَّ الرسالة عملت. في 9 نوفمبر ، نشرت Meta قرار Zuckerburg بالتخلي عن 11000 موظف.
4. انخفاض الإيرادات
إذا كنت تُتابع ملحمة Twitter ، فربما تكون قد ممرت على تغريدة Musk في 4 نوفمبر التي تُلقي باللوم على النشطاء في “الانخفاض الهائل في الإيرادات” على Twitter. جاء حديثه الصاخب بعد يوم من تسريحه لآلاف الموظفين بعد استحواذ بقيمة 44 مليار دولار.
Twitter has had a massive drop in revenue, due to activist groups pressuring advertisers, even though nothing has changed with content moderation and we did everything we could to appease the activists.
Extremely messed up! They’re trying to destroy free speech in America.
— Elon Musk (@elonmusk) November 4, 2022
ومع ذلك ، قام Lou Paskalis ، الذي يعمل في المجلس الاستشاري على Twitter ، بتغريد توضيح حول نفس الموضوع. ورد أنَّ المُعلنين قلقون بشأن سلامة العلامة التجارية أو ملاءمتها بعد أن طرد Musk حوالي 75% من فريق الإشراف.
Twitter has had a massive drop in revenue, due to activist groups pressuring advertisers, even though nothing has changed with content moderation and we did everything we could to appease the activists.
Extremely messed up! They’re trying to destroy free speech in America.
— Elon Musk (@elonmusk) November 4, 2022
بغض النظر عن سبب انخفاض الإيرادات ، تقول رويترز إنَّ Twitter تُواجه مشكلة مع ديون ضخمة تبلغ 13 مليار دولار. يبدو أنَّ السماء صافية بعيدة بالنسبة للطائر الأزرق حيث أنَّ الحديث عن حدوث المزيد من عمليات التسريح في قادم الجولات. ومع استقالة المزيد من الموظفين بعد أن دفع Elon Musk شركة Twitter إلى “المُتشددين للغاية لها” في رسالة بريد إلكتروني منتصف الليل (كما ذكرت Business Insider) ، لا تتفاجأ إذا كان المُستخدمون يبحثون عن بدائل Twitter تستحق التصفح.
5. علامات على صناعة ناضجة
هل تسريح العمالة التقنية مجرد جزء من النمو الطبيعي للشركة؟ يبدو أنَّ Yorlin Ng من قناة Channel News Asia تعتقد ذلك. صناعة “تنضج” أو تصبح أكثر استقرارًا بعد مراحل نموها الأولية. في هذه المرحلة ، من الطبيعي ألا يكون لدى شركة تكنولوجيا عملاء جدد. قد تفكر في تنويع منتجاتها أو التوسع في بلدان أخرى. ولكن عندما تفشل هذه الاستراتيجيات ، لا يكون أمامها خيار سوى تسريح العمال.
6. العقلية المُتأصلة أنَّ تسريح العمال يزيد الربحية
يُشير الخبراء في Knowledge في وارتن إلى عقلية مُتأصلة في معظم الشركات تساوي تسريح العمال مع الربحية بغض النظر عن الظروف الاقتصادية. الأسباب المذكورة أعلاه تدعم هذا الإدعاء. في ظل اقتصاد غير مؤكد ، تسريح العمال هو العلاج المزعوم. ولكن حتى لو كان الاقتصاد يعمل بشكل جيد ، لا تزال الشركات تستخدم التسريح كذريعة لتحسين الأرباح.
بينما يبدو أنه لا يوجد دليل على أنَّ تسريح العمال ناجح ، فقد أصبح هذا استراتيجية الانتقال قصيرة المدى. للأسف ، يتعين على الموظفين تحمل السقوط. يمكنك أن تظل منتجًا إذا كنت أحد هؤلاء المتأثرين بثقافة التسريح من العمل. ضع في اعتبارك أخذ إجازة أو تحسين المهارات. خطط لخطواتك التالية ونظمها قبل التقديم لشركتك التالية. تحقق من أهم الأخطاء التي يجب تجنبها عند التقدم لوظيفة عن بُعد.
من إنفجار التكنولوجيا إلى انتشار الكآبة؟
تلعب العوامل الاقتصادية الخارجية والداخلية دورًا في عمليات التسريح المُستمرة للعمال. الأسباب التي تُجبر شركات التكنولوجيا على تسريح العديد من الموظفين لها هدف واحد — وهو خفض التكاليف حتى لا تغرق الشركة في الديون. أظهر الوباء وعمليات التسريح الجماعي للعمال أنَّ الظروف الاقتصادية يمكن أن تتغير بسرعة ؛ ولا حتى الرئيس التنفيذي وأقوى الشركات مُحصنين ضد تسريح العمال. في يوم من الأيام ، قد تلقى الثناء في وظيفتك. في اليوم التالي ، قد تتلقى رسالة وداع عبر البريد الإلكتروني من شخص مثل Elon Musk.
ومع ذلك ، لا يجب أن يكون المُستقبل قاتمًا بالنسبة لمحترفي التكنولوجيا. بينما يفترض البعض أنَّ عمليات التسريح هذه تُوضح نهاية عصر التكنولوجيا الكبيرة ، إلا أنها ليست نهاية حياتك المهنية. إذا كانت لديك الشجاعة والمهارات وتحب التكنولوجيا ، فاستمر في مسارك. حتى مع حدوث تسريحات للعمال التقنيين في وقت واحد ، لا يزال مستقبل العمل مرتبطًا بالتكنولوجيا. يُمكنك الإطلاع الآن على أفضل الطرق للتميز عند العمل عن بُعد
