شراء كمبيوتر محمول بوعدٍ بعمر بطارية يصل إلى 16 ساعة قد يبدو مثاليًا، لكن الواقع غالبًا ما يخيب الآمال. ستجد نفسك فجأةً تبحث عن الشاحن قبل انتهاء اليوم، رغم التوقعات العالية التي وضعتها الإعلانات. هذه المُشكلة شائعة بين المُستخدمين، وهي ليست مجرد سوء حظ. الفجوة بين الأداء المُعلَن والأداء الفعلي للبطارية تعود إلى مزيج من عوامل تقنية وتجارية لا تُوضحها الشركات المُصنِّعة عادة. في هذا المقال، نستعرض الأسباب الرئيسية التي تجعل عمر البطارية الفعلي لا يرقى لتوقعاتك، ونُقدم نصائح لتحسين أدائها.
روابط سريعة
1. إخلاء المسؤولية “حتى X ساعة”
إذا لاحظت عبارة “حتى X ساعة” في ادِّعاءات عمر البطارية، فقد صادفت بالفعل أحد أكبر الجناة وراء التوقعات غير الواقعية. الكلمات الرئيسية هنا هي إخلاء المسؤولية “حتى” التي تمنح الشركات المُصنِّعة حرية التصرف.
عادةً ما يتم حساب تقديرات عمر البطارية في ظل ظروف مثالية: سطوع شاشة مُنخفض، وعمليات خلفية ضئيلة، وغالبًا ما يتم استخدام مهام خفيفة الإستهلاك للموارد مثل قراءة المُستندات أو تشغيل مقاطع الفيديو دون اتصال بالإنترنت. هذا الإعداد بعيد كل البُعد عن الطريقة التي يستخدم بها معظمنا أجهزة الكمبيوتر المحمولة يوميًا.
تستخدم الشركات المُصنِّعة هذه السيناريوهات الأفضل لعرض مُنتجاتها في أفضل صورة، لكنها ليست مُضللة بالضرورة. بدلاً من ذلك، فهي تُوفر حدًا أقصى للمعايير، وتترك لك تفسير ما قد يبدو عليه عمر البطارية “الحقيقي”.
2. غالبًا ما تستند معايير الشركات المُصنِّعة إلى مهام مُنخفضة الطاقة
عندما تختبر الشركات المُصنِّعة عمر البطارية، فإنها لا تُشغِّل تطبيقات مُستهلكة للموارد أو تبث مقاطع فيديو طوال اليوم بجودة عالية عبر الإنترنت — فهي تؤدي مهامًا تستهلك بالكاد الطاقة. أحد معايير القياس الشائعة هو تشغيل الفيديو المُستمر مع سطوع يبلغ حوالي 50% وتعطيل Wi-Fi.
عندما يقوم الكمبيوتر المحمول ببث مقاطع الفيديو أو تشغيلها دون اتصال بالإنترنت، يُركز عبء العمل بشكل أساسي على وحدة معالجة الرسومات أو فك تشفير الوسائط — مُكوِّنات من نظامك مُحسَّنة للكفاءة. لا يتعين على المُكونات الأخرى، مثل وحدة المعالجة المركزية، العمل بجد، ولا يقوم الكمبيوتر المحمول بتشغيل تطبيقات كثيفة الطاقة مثل أدوات تعديل الفيديو أو ألعاب الفيديو المُتطلبة.
على سبيل المثال، من المحتمل أن يحقق الكمبيوتر المحمول الذي تم تصنيفه لـ “ما يصل إلى 16 ساعة” من عمر البطارية هذا الرقم من خلال تشغيل مقطع فيديو بدقة قياسية مع تعتيم الشاشة وتعطيل Wi-Fi. ولكن بمجرد تشغيل التطبيقات التي تستهلك الكثير من الموارد، والاتصال بالإنترنت، وزيادة السطوع، ستُلاحظ أن عدد 16 ساعة يتقلص بشكل كبير.
3. الاستخدام في العالم الحقيقي يتطلب المزيد
يتضمن استخدام الكمبيوتر المحمول اليومي أكثر بكثير من الظروف التي تختبر فيها الشركات المُصنِّعة الجهاز. فكِر في يوم عادي: لديك علامات تبويب مُتعددة للمتصفح مفتوحة، ومكالمات فيديو قيد التشغيل، ومزامنة الخلفية للخدمات السحابية، وإشعارات مُنبثقة، وربما حتى بعض تعديل الصور أو الفيديو. تتطلب كل من هذه المهام الطاقة من مُكوِّنات مختلفة، غالبًا في وقت واحد.
قد يبدو تصفح الويب نشاطًا خفيفًا، لكن مواقع الويب الحديثة مليئة بالمُحتوى الديناميكي والبرامج النصية ومقاطع الفيديو التي يتم تشغيلها تلقائيًا. وإذا كنت في مكالمة Zoom، فإنَّ كل من وحدة المعالجة المركزية ووحدة معالجة الرسومات تعملان بجهد أكبر لمُعالجة الفيديو والصوت، بينما يستنزف الميكروفون ومكبرات الصوت وكاميرا الويب الطاقة أيضًا.
ثم هناك Wi-Fi. إنَّ الحفاظ المُستمر على اتصال الشبكة يستهلك طاقة أكثر مما تتخيل، وخاصةً في المناطق ذات الإشارات الضعيفة حيث يعمل الكمبيوتر المحمول لساعات إضافية للبقاء مُتصلاً. حتى شيء بسيط مثل سطوع الشاشة يحدث فرقًا كبيرًا. يُمكن للشاشة الأكثر سطوعًا أن تُقلل بشكل كبير من عمر البطارية، ومع ذلك فهي واحدة من الإعدادات الأولى التي يستخدمها الأشخاص لتحسين الرؤية.
إنَّ الاستخدام في العالم الحقيقي يتطلب طاقة أكبر بكثير مما تأخذه معايير الشركة المُصنِّعة. يتم سحب الطاقة من البطارية باستمرار في اتجاهات مُتعددة، ولهذا السبب لا ترقى أبدًا إلى الأرقام المُعلن عنها.
4. عمر البطارية يتدهور بمرور الوقت
حتى إذا كانت بطارية الكمبيوتر المحمول تعمل بشكل مثالي خارج الصندوق، فإنَّ وقت الاستخدام هو عدوها الحتمي. تتدهور جميع بطاريات الليثيوم أيون، التي تعمل على تشغيل معظم أجهزة الكمبيوتر المحمولة الحديثة، مع الاستخدام المُتواصل. بمرور الوقت، تفقد قدرتها على الاحتفاظ بشحنة كاملة، وهي الظاهرة التي يشار إليها غالبًا باسم تآكل البطارية.
في كل مرة تقوم فيها بإعادة شحن البطارية، تمر بدورة — التفريغ الكامل وإعادة الشحن يُعدان دورة واحدة. تُصنف معظم بطاريات الكمبيوتر المحمول على أنها تدوم ما بين 300 إلى 500 دورة قبل أن تنخفض سعتها بشكل ملحوظ. اعتمادًا على استخدامك، قد تصل إلى هذا الحد في غضون عامين فقط.
الحرارة هي عامل آخر يُسرِّع من تدهور البطارية. يُمكن أن يؤدي تشغيل المهام الصعبة، أو استخدام الكمبيوتر المحمول في بيئات ساخنة، أو حتى تركه موصولاً بالتيار الكهربائي على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، إلى ارتفاع درجات الحرارة الداخلية، مما يُؤدي إلى تآكل البطارية بشكل أسرع.
قد تلاحظ هذا التدهور عندما يظهر مؤشر البطارية 100%، لكن الكمبيوتر المحمول تنفد منه الطاقة بشكل أسرع بكثير مما كان عليه من قبل. هذا ليس خطأ؛ إنها مجرد طبيعة تقنية الليثيوم أيون.
في حين أنَّ الشركات المُصنِّعة للكمبيوتر المحمول قد لا تُضللك عمدًا بمزاعم عمر البطارية، إلا أنَّ ظروف الاختبار نادرًا ما تتطابق مع الاستخدام في العالم الحقيقي. من المعايير التي يتم التحكم فيها بعناية إلى التدهور الطبيعي لأداء البطارية بمرور الوقت، فليس من المستغرب أنَّ جهازك لا يدوم طويلاً كما هو مُعلن.
للحصول على أقصى استفادة من بطارية الكمبيوتر المحمول، ضع في اعتبارك النصائح العملية لتحسين عمر بطارية الكمبيوتر المحمول مثل خفض سطوع الشاشة وإغلاق التطبيقات غير المُستخدمة، وتجنب الإفراط في الشحن. ورغم أن هذه الخطوات قد تُساعدك، فإنَّ إدارة توقعاتك مهمة بنفس القدر. فالفهم الواقعي لما يمكن لبطارية الكمبيوتر المحمول التعامل معه سيُوفر عليك الإحباط غير الضروري.