لماذا تخدعك تقديرات البطارية دائمًا؟ الحقيقة وراء الأرقام

قد تكون افترضتَ أنَّ تقديرات البطارية التي يُقدمها جهازك حديثة ودقيقة بفضل التكنولوجيا المُتطورة والميزات المُتقدمة المُضمَّنة، لكنك تفاجأتَ بتغيرها المُفاجئ — من “ساعتين متبقيتين” إلى “30 دقيقة” في لحظة واحدة. هذا التفاوت ليس مُجرد خلل عابر؛ بل يعود إلى عوامل تقنية مُعقَّدة تجعل التقديرات غير دقيقة في معظم الأوقات. في هذا المقال، سنكشف عن الأسباب الحقيقية وراء هذه التقديرات المُتذبذبة وكيفية التعامل معها لتجنب المُفاجآت.

لماذا تخدعك تقديرات البطارية دائمًا؟ الحقيقة وراء الأرقام

كيف يحسب جهازك عمر البطارية

كيف يحسب جهازك عمر البطارية

إنَّ تقدير عمر بطارية جهازك ليس علم دقيق  — إنه تخمين محسوب تم تشكيله من خلال مزيج من استخدام الطاقة في الوقت الفعلي والبيانات التاريخية. يُراقب جهازك مدى سرعة استنزاف البطارية في ظل ظروف مُعينة، مثل بث مقاطع الفيديو أو تصفح الويب.

ثم يُقدر الوقت المتبقي بناءً على نشاطك الحالي ومستوى شحن البطارية. على سبيل المثال، إذا كنت تلعب لعبة تستهلك الكثير من الطاقة، فإنَّ جهازك يفترض أنك ستستمر في القيام بذلك ويُقدم تقديرًا وفقًا لذلك.

ومع ذلك، فإنَّ هذه العملية بعيدة كل البُعد عن الكمال. يُمكن أن تختلف التقديرات بشكل كبير لأنها تعتمد على خوارزميات لا يُمكنها مراعاة التغييرات المفاجئة في كيفية استخدامك لجهازك بشكل كامل.

العوامل التي تُؤثر على تقديرات البطارية

العوامل التي تُؤثر على تقديرات البطارية

قد تبدو تقديرات البطارية وكأنها هدف متحرك، وذلك لأنها كذلك بالفعل. يُعيد جهازك الحساب باستمرار بناءً على عوامل مختلفة غير مُتوقعة، مما يؤدي غالبًا إلى تقلب الأرقام أكثر مما تتوقع.

أحد التأثيرات الرئيسية هو نمط استخدامك: يتنبأ جهازك بعمر البطارية من خلال تحليل ما كنت تفعله. إذا كنت تقرأ مقالاً بشكل عرضي في لحظة ثم انتقلت إلى بث فيديو عالي الدقة، فإنَّ الطلب على الطاقة يرتفع. قد يكون التقدير مُرتفعًا أثناء المهام الخفيفة ولكنه ينخفض ​​بسرعة عندما يُصبح النشاط أكثر تطلبًا.

تلعب العمليات في الخلفية أيضًا دورًا كبيرًا. يُمكن للتطبيقات التي تعمل خلف الكواليس — مثل تطبيقات الشبكات الاجتماعية التي تُزامن الإشعارات أو خدمات الموقع الجغرافي أو حتى تحديثات التطبيقات التلقائية — أن تستنزف طاقة البطارية أكثر مما تُدرك. يُمكن أن يجعل هذا النشاط المخفي تقدير جهازك للبطارية يبدو فجأةً غير دقيق. لمعرفة التطبيقات التي تستنزف طاقة جهازك بهدوء، يُمكنك، على سبيل المثال، استخدام أدوات استخدام البطارية المُضمَّنة في الـ Mac (أو جهاز آخر).

صحة البطارية هي سبب آخر. مع تقدم عمر البطاريات، تَقل قدرتها على الاحتفاظ بالشحن. هذا هو السبب في أنَّ الأجهزة القديمة غالبًا ما تعرض تقديرات غير دقيقة — فهي تعمل ببطارية ليست قوية كما كانت عليه من قبل. يُمكنك معرفة كيفية الحفاظ على صحة البطارية في نصائحنا للحفاظ على صحة بطارية الـ iPhone. في حين تُركز هذه النصائح على الـ iPhone، إلا أنها تنطبق على معظم الأجهزة الأخرى أيضًا.

ثم هناك درجة الحرارة. لا تتحمل البطاريات الحرارة الشديدة أو البرودة بشكل كبير. يُمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تقليل الأداء مؤقتًا، بينما يُمكن أن تؤدي درجات الحرارة المُنخفضة إلى استنزاف البطارية بشكل أسرع. عندما تتغير البيئة بشكل كبير، قد يكافح جهازك للحفاظ على دقة تقديراته.

أخيرًا، يُمكن للميزات التي تستهلك الكثير من الطاقة مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والشاشة التي لها معدل تحديث مُرتفع أن تستنزف الطاقة بهدوء. إذا قمت بتنشيط أو إلغاء تنشيط هذه الميزات فجأةً، فقد يتأرجح تقدير البطارية بشكل كبير، مما يجعلك تتساءل كيف تغيرت القيم بهذه السرعة.

كيفية الحصول على تقديرات بطارية أكثر موثوقية

كيف حل الشحن إلى 100% مشاكلي

بينما لا يُمكن لأي جهاز تقديم تقدير دقيق تمامًا للبطارية، يُمكنك اتخاذ خطوات لجعل هذه الأرقام أكثر موثوقية.

ابدأ بالحفاظ على أنماط الاستخدام الخاصة بك مُتسقة عندما يكون ذلك مُمكنًا. إذا كنت تخطط لاستخدام جهازك لمهام مُحددة، مثل مشاهدة الأفلام أو حضور مكالمات الفيديو، فدع البطارية تستقر في هذا النشاط قبل الاعتماد على تقديرها. فالتحولات المفاجئة في الاستخدام — مثل فتح تطبيق كثيف الطاقة — هي التي غالبًا ما تُربك الخوارزمية.

يُمكن أن تُساعد أيضًا إدارة الإعدادات بنشاط. قم بخفض سطوع الشاشة، وتشغيل وضع توفير البطارية، وإغلاق تطبيقات الخلفية غير الضرورية. يمكن أن يُحدث تعطيل ميزات مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) عندما لا تكون هناك حاجة إليها فرقًا أيضًا.

ضع أيضًا في اعتبارك الحفاظ على صحة البطارية. تجنب ترك جهازك يسخن أو تفرغ بطاريته تمامًا بشكل مُتكرر (فكر في الشحن إلى 80% على الأكثر)، حيث تؤدي هذه العادات إلى تدهور البطارية بمرور الوقت. تعد تحديثات البرامج المُنتظمة مهمة أيضًا، لأنها غالبًا ما تتضمن تحسينات لتحسين أداء البطارية ودقة التقدير.

لن تكون تقديرات البطارية مثالية أبدًا لأنها تعتمد على شبكة مُعقَّدة من المُتغيِّرات — استخدام الطاقة في الوقت الفعلي، والبيانات التاريخية، وسلوك المستخدم غير المتوقع. ومع ذلك، من خلال فهم كيفية عمل هذه التقديرات واتخاذ خطوات لإدارة استهلاك الطاقة لجهازك، يمكنك تقليل التباين وجعل هذه التقديرات أكثر موثوقية.

يُمكن للتعديلات البسيطة مثل تحديث البرنامج باستمرار، والحد من نشاط الخلفية، وإدارة إعدادات الشاشة أن تساعد كثيرًا في استقرار توقعات البطارية. يُمكنك الإطلاع الآن على بعض النصائح المُجربة والمُختبرة لإطالة عمر البطارية على Android.

زر الذهاب إلى الأعلى