جدار الحماية العظيم في الصين هو أداة أساسية للحزب الشيوعي الصيني. وهو يتألف من سلسلة من التقنيات والقوانين التي تستخدمها الحكومة الصينية للرقابة والتحكم في المُحتوى المُتاح للمُستخدمين في البلاد.
من المعروف تاريخياً أنَّ الصين واحدة من أكثر الدول التي تُخضِع مواطنيها للرقابة الشديدة ، حيث تُنظم المحتوى على نسختها من الإنترنت. إنها معروفة بفرض رقابة على أي شيء لا يتماشى مع قيمها ، بما في ذلك المعارضة السياسية.
في هذه المقالة ، سوف نتعمق في تاريخ جدار الحماية العظيم في الصين ونوضح كيف يُمكن للحكومة أن تُمارس الرقابة على هذا النطاق الواسع.
تاريخ جدار الحماية العظيم
جدار الحماية العظيم هو مجموعة من الإجراءات القانونية والتقنية التي تفرضها جمهورية الصين الشعبية لتنظيم الوصول إلى شبكة الإنترنت محليّاً ، وهو جزء من عملية رقابة الإنترنت في الصين التي تهدف إلى حجب عدد من مواقع الإنترنت الأجنبية محلياً ومراقبة حركة البيانات الصادرة والواردة. إلى جانب دوره في الرقابة ، فإنAµ جدار الحماية لعب دوراً في تطور التجارة الداخلية عبر الإنترنت من خلال رعاية الشركات المحلية وتقليل أثر المنتجات المًقدمة من شركات أجنبية عبر الإنترنت.
تم زرع بذور جدار الحماية العظيم في الصين ، أو مشروع GFW ، بالفعل في الثمانينيات عندما خططت الحكومة لاتخاذ تدابير للسيطرة على المحتوى الذي يُمكن للمواطنين الوصول إليه.
في عام 1994 ، تمكن المُستخدمون في الصين أخيرًا من الوصول إلى الإنترنت ، وبحلول عام 1997 ، أصدرت وزارة الأمن العام سلسلة من القوانين لفرض الرقابة عليها ، أين يتم حظر ما يلي على المُستخدمين:
- نشر المعلومات التي قد تُحرض على المقاومة.
- كشف أسرار الدولة.
- المواد الإباحية.
- المحتوى المرتبط بالقتل أو المقامرة أو العنف.
- الأنشطة التي تؤثر على أمن الشبكة.
بعد عام ، في عام 1998 ، أطلق الحزب الحاكم (CCP) رسميًا مشروع GFW ، موضحًا أنَّ الإنترنت يجب أن يكون جزءًا من سيادة الدولة ، وبالتالي ، يجب أن يتم حكمه.
إنّ مُصطلح جدار الحماية العظيم تم إنشاره بالإستناد إلى كلمتي: الجدار العظيم ، الذي يُستخدم لوصف سور الصين العظيم ، وجدار الحماية ، وهو أداة تستعمل في أمن الشبكات. تحقق من أفضل تطبيقات جدار الحماية لنظام التشغيل Windows 10.
نهج مُتدرج للرقابة
استمرت المرحلة الأولى من تطبيق جدار الحماية العظيم حتى عام 2006 عندما أضافت الحكومة ضوابط لمراقبة نشاط الإنترنت في جميع المقاطعات الرئيسية وبدأت في تضييق الخناق على أي مُخالفين.
وشمل ذلك أدوات المراقبة واستخدام تقنيات الرقابة ، بالإضافة إلى التشريعات التي تتطلب من جميع مُزوِّدي خدمات الإنترنت المرخصين الالتزام بسياسات الرقابة الحكومية الصارمة.
تم إطلاق المرحلة الثانية في عام 2006 وانتهت بعد ذلك بعامين. يعتقد الخبراء أنه تم تنفيذ ما يصل إلى 50000 سياسة ، وبدأت الدولة في استخدام مجموعة من المعدات عالية التقنية لمراقبة استخدام الإنترنت ، بما في ذلك مراقبة الفيديو وأمن الإنترنت وأجهزة التعرف على الوجه.
مع مرور الوقت ، أدخلت الدولة أيضًا سياسات جديدة ، خاصة وأنَّ استخدام الهاتف المحمول أصبح شائعًا. لمكافحة هذا ، توظف الدولة واحدة من أكثر شبكات المراقبة والرقابة شمولاً في العالم ، باستخدام الأجهزة التي توفرها الشركات الأجنبية مثل Cisco Systems. باختصار ، تُراقب الحكومة فعليًا كل شيء على الويب.
تطوير الإنترنت المُصغَّر
عندما كان استخدام الإنترنت يتطور بسرعة في جميع أنحاء العالم ، لا سيما بسبب ظهور مواقع التواصل الاجتماعي ، بدأت الصين في تضييق الخناق بشدة ، مما أدى إلى تغيير عادات المستخدم بشكل أساسي داخل البلاد.
تم حظر أي شركة رفضت اللعب وفقًا لقواعد الحكومة ، مثل مشاركة معلومات المستخدم معها أو توفير أكوام من البيانات للمراقبة ، من العمل في البلاد. على سبيل المثال ، يتم حظر العملات المشفرة في الصين.
يتم أيضًا حظر عدد من المواقع الشهيرة في الصين ، بما في ذلك الأسماء الكبيرة مثل Facebook و Google و Twitter وحتى YouTube. بعض الخدمات ، التي قد يُعتبر معظمنا أنه لا يُمكن الاستغناء عنها ، غير متوفرة أيضًا في البلد ، مثل:
- Gmail.
- WhatsApp.
- Google (محرك البحث وجميع تطبيقات Google).
- Snapchat.
- Onedrive.
بدلاً من ذلك ، لديها بدائل محلية تتوافق مع قواعد الرقابة الحكومية الصارمة. على سبيل المثال ، Baidu هو البديل المباشر لجميع خدمات Google في البلد.
مع وصول أكثر من مليار مستخدم إلى الإنترنت في الصين ، يعد مشروع GFW إنجازًا مُذهلاً. لكن كيف تفرض الدولة رقابة على المحتوى بهذا الحجم الشامل؟ تحقق من الطرق التي يُمكن لأطفالك من خلالها تجاوز تطبيقات الرقابة الأبوية.
طرق الحظر الرئيسية المُستخدمة في مشروع GFW
هناك مجموعة من طرق الحظر الرئيسية التي يستخدمها جدار الحماية العظيم في الصين لفرض رقابة على المحتوى على الإنترنت.
1. ترشيح مُحدِد موقع الموارد المُوحَّد (URL)
يعد حظر عناوين URL أو ترشيحها أحد أكثر الطرق فعالية التي يستخدمها جدار الحماية العظيم. وهو يتألف من سلسلة من الوكلاء الذين يُراقبون ويصفون حركة البيانات على الويب.
حيث أنه فيه يتم إجراء مسح لمُحدِدات موقع الموارد المُوحَّدة بحثاً عن كلمات مفتاحية ، بغض النظر عن اسم النطاق ، ويُؤثر هذا على عمل بروتوكول نقل النص الفائق (HTTP). إنّ التحايل المُعتاد على هذه الطريقة يكون باستخدام ترميز النسبة المئوية لمُحدِد موقع الموارد المُوحَّد ، وباستخدام شبكات خاصة افتراضية (VPN) أو بروتوكول طبقة المنافذ الآمنة / بروتوكول تأمين طبقة النقل (TLS/SSL).
يُعد حظر عناوين URL أمرًا بسيطًا للغاية: يقوم الوكلاء بفحص سلسلة من الأحرف التي تستخدمها تقنيات الويب لتحديد موقع المعلومات على الخوادم ، والمعروفة باسم معرفات الموارد الموحدة (URIs).
تقوم هذه الوكلاء أيضًا بفحص محتوى صفحة الويب والبحث عن الكلمات الرئيسية المُستهدفة لحظرها. بمجرد تطابق كلمة رئيسية ، يتم حظر الصفحة بأكملها. تتطلب هذه الطريقة تحديث قاعدة البيانات بانتظام باستخدام الكلمات الرئيسية ذات الصلة للعمل بفعالية.
2. التحايل باستعمال نظام أسماء النطاقات ، الترشيح وإعادة التوجيه
عندما تكتب عنوان URL في متصفحك ، فإنه يحوله إلى عنوان IP ثم يستخدم نظام أسماء النطاقات (DNS) لتحديد وتقديم المحتوى ذي الصلة. فكر في الأمر كدليل ضخم لجميع عناوين مواقع الويب.
يستخدم جدار الحماية العظيم سلسلة من خوادم DNS “المُزيفة” التي تعرض عناوين IP غير صالحة إذا حاولت فتح مواقع ويب مُعينة. تعتمد طريقة اختطاف DNS هذه على استهداف كلمات رئيسية محددة.
عندما يتطابق طلب DNS مع كلمة رئيسية محظورة ، يضيف جدار الحماية تلقائيًا استجابة DNS وهمية ، وبالتالي يمنع المستخدمين من الوصول إلى موقع الويب تمامًا.
3. حجب الشبكات الخاصة الافتراضية
تُعارض الحكومة الصينية بشدة استخدام الشبكات الافتراضية الخاصة. إنها واحدة من عدة دول حيث الشبكات الافتراضية الخاصة غير قانونية ومُقيَّدة بشدة.
يُحلل جدار الحماية العظيم حركة البيانات باستخدام طرق مثل الفحص العميق للحزم لاكتشاف ما إذا كان شخص ما يستخدم VPN. من خلال فحص حزم البيانات الفردية المُرسلة إلى الخادم ، يُمكنه تحديد مصدرها ، بما في ذلك أي تطبيقات قيد الاستخدام.
من المناسب الإشارة إلى أنَّ الشبكات الافتراضية الخاصة في الصين ليست محظورة في الواقع. يجب على جميع مزودي خدمة VPN تسليم بيانات المستخدم والامتثال لسياسات الرقابة في الدولة ، والتي تتعارض مع الغرض الأساسي من استخدام VPN: إخفاء الهوية.
4. هجوم الوسيط
تستخدم هجوم الوسيط (MITM) من قبل الحكومة الصينية “لانتحال” واستخدام شهادات الأصل الممنوحة من مركز معلومات شبكة الإنترنت الصينية من السلطات الصينية بدلاً من شهادات مقدمي الخدمة الفعليين.
غالبًا ما تستخدم مواقع الويب شهادات SSL لنقل البيانات ، مما يضمن تشفيرها. تسمح هجوم الوسيط للسلطات الصينية ، مثل CNNIC ، بإصدار شهادات موقعة ذاتيًا ؛ القدرة بشكل فعَّال على التقاط جميع الاتصالات والبيانات مع موقع مُعين.
ومن الأمثلة الشائعة على ذلك في عام 2014 عندما تم استبدال شهادة iCloud SSL بشهادة أخرى موقعة ذاتيًا من السلطات الصينية. من خلال استغلال ثغرة أمنية في الخلفية على أجهزة Apple ، يمكن للحكومة التنصت وجمع أكوام من البيانات حتى يتم اكتشاف الشهادة واستبدالها بأصل.
5. الفحص النشط
الفحص النشط هو تقنية تستخدمها السلطات الصينية لتحديد الخدمات التي يُمكن أن تساعد المستخدمين في التحايل على جدار الحماية. يُمكن حظر موفري VPN وحتى استخدام Tor Project بهذه الطريقة.
إنه يعمل عن طريق التحقق من أي طلبات اتصال بخادم صادر ، مثل الخادم الموجود خارج الصين. يفحص جدار الحماية العظيم طبيعة الطلب ، وإذا اكتشف أنَّ IP جزء من شبكة خادم محظورة (من المحتمل أن تنتمي إلى VPN محظور) ، فإنه يلغي الطلب على الفور ويحظر IP. تحقق من كيفية استخدام VPN للوصول إلى المواقع المحظورة على Android.
الهدف الرئيسي لجدار الحماية العظيم
الهدف الرئيسي لجدار الحماية العظيم هو ببساطة تضييق الخناق على المُعارضة السياسية ، والسيطرة على السرد ، ومنع المستخدمين من الوصول إلى المحتوى الذي قد يتعارض مع سياسات الدولة.
يتم إسقاط أي شيء يصور الدولة بشكل سلبي ، وبفضل المراقبة الجماعية ، يتم اكتشاف أي حالات معارضة على الفور وإسكاتها وإزالتها من الويب. وهذا يساعد الحكومة في الحفاظ على قبضتها الأيديولوجية القوية على مواطنيها ، حيث يعتقد الكثيرون أنَّ جدار الحماية “يحميهم” من المعلومات المزيفة.
الخلاصة — هل استخدام الإنترنت آمن في الصين؟
طالما أنك لا تنتقد الحكومة أو تصل إلى أي خدمات محظورة ، فالجواب هو نعم. خطت الحكومة خطوات كبيرة لتقديم الوصول إلى نسختها من الويب للمواطنين ، مع توفر شبكة Wi-Fi العامة الآن بسهولة في المدن الكبرى.
كل ذلك يخضع للمراقبة الصارمة ، وبينما توجد طرق للقفز فوق جدار الحماية العظيم ، فإنَّ كل ما يقوم بذلك يتعرض غالبًا لخطر غرامات باهظة أو حتى عقوبة السجن. يُمكنك الإطلاع الآن على مقارنة بين Surfshark و Cyberghost: ما هي أفضل خدمة VPN؟
