نتعامل مع الوقت دائمًا باعتباره معيارًا يقيس حياتنا ويُشكلها. تؤثر الطريقة التي نعيش بها في إدراكنا للوقت. وإن كانت غير ثابتة ، فهو تأثير يتغير وفقًا للسياقات والمدخلات.
تتلاعب الأفعال التي نُمارسها لملء الوقت ، بالوقت نفسه. حين تكون عقولنا تحت التحفيز لتحقيق مُهمة ما ، نشعر بأنَّ الوقت يتحرك ببطء. لكننا حين ننخرط كليةً ، وبخاصة في حالة التدفق المألوفة لدى الفنانين والرياضيين، نكتشف أنَّ إحساسنا بالوقت يتغير سريعًا أو يختفي تمامًا.
حيث غالبًا ما يتحدث الرياضيون وكبار الفنانين حول العالم عن “التواجد في المنطقة”. لكن علم النفس كشف أن هذه الحالة (تسمى أيضًا حالة التدفق) يُمكن تحقيقها خلال أي نشاط مقصود ، بما في ذلك العمل من المنزل.
“التواجد في المنطقة” ليس بالمهمة السهلة. يتطلب الوصول إلى حالة التدفق توازنًا بين المهارات العالية والتحدي ، ولكن قد يكون من السهل فقدان التركيز في العصر الرقمي اليوم. لحسن الحظ ، هناك العديد من المُحفِّزات العملية والعاطفية التي يُمكن أن تساعدك في تحقيق حالة التدفق. فيما يلي قائمة بالإستراتيجيات التي يمكن أن تساعدك في تحقيق حالة التدفق أثناء العمل رقميًا. تحقق من أكثر العلامات التي تجعلك تُفكر في العمل عن بُعد.
يُمكن إيجاد مثال على حالة التدفق هذه في عدد من الفنون المُرتجَلة ، بدءًا من الموسيقى ، ومُرورًا بالتمثيل ، ووصولًا إلى الشِعر. وتُعرَف أيضًا باسم «الإبداع العفوي»، أو الارتجال ، وهو خليط من السلوك الإبداعي الذي يُلهِم وعينا. تتطلب القدرة على الارتجال مرونة معرفية وتفكيرًا مُتشعبًا ، وتمتاز بتحسُّنها وتطورها بالتدريب.
1. الاستماع إلى الصوت المُتخصص
الموسيقى هي أحد عوامل حالة التدفق المعروفة وهي إحدى أبسط الطرق التي يُمكنك من خلالها زيادة التركيز أثناء العمل. هذه الطريقة سهلة التطبيق على جلسات عملك الرقمية — كل ما تحتاجه هو زوج مناسب من سماعات الرأس.
Brain.fm عبارة عن مجموعة من الموسيقى الوظيفية المُصممة لمساعدتك على التركيز. تم استخدام الموسيقى المدعومة علميًا جنبًا إلى جنب مع تقنية مسح الدماغ بالرنين المغناطيسي الوظيفي وتخطيط كهربية الدماغ ، مما يدل على فعاليتها بالمقارنة مع الموسيقى العادية.
يُمكنك الاستماع إلى عينة من الموسيقى على قناة Brain.fm على YouTube . ومع ذلك ، فإنَّ تطبيق Brain.fm هو المكان الذي ستجد فيه أفضل الميزات. يعتمد التطبيق على نموذج قائم على الاشتراك ، ومع ذلك ، يُمكنك استخدام التطبيق مجانًا لمدة تجريبيه.
علامة تبويب التركيز هي المكان الذي ستجد فيه الموسيقى الأكثر فائدة للدراسة ، مع فئات تُغطي “العمل العميق” و “التدفق الإبداعي”. هناك أيضًا علامة تبويب التأمل ، والتي يمكن أن تكون مثالية لتكوين عقلك استعدادًا للعمل. يُعد توجيه الانتباه إلى عقلك وجسمك مُحفزًا قويًا لحالة التدفق ، لذا فإنَّ الجمع بين التأمل والعمل هو تكتيك مُفيد قد ترغب في تجربته.
تنزيل: Brain.fm لـ Android | iOS (مجانًا ، تتوفر عمليات شراء داخل التطبيق)
Noisli هو تطبيق آخر به مجموعة من الأصوات لمساعدتك على التركيز أثناء العمل. عندما يتعلق الأمر باختيار أفضل موسيقى للتركيز عليها ، لا يوجد غالبًا حل واحد يُناسب الجميع. من ناحية أخرى ، يُقدم Noisli العديد من الأصوات المُتنوعة التي يُمكنك تجربتها. من أهم ما يميز هذا التطبيق القدرة على مزج الأصوات المُحيطة ومطابقتها ، مثل إضافة هطول الأمطار إلى أصوات غابة شاسعة. يُمكنك أيضًا تعديل حجم كل بيئة صوتية لتكييف تجربة الاستماع الخاصة بك. تحقق من بعض الطرق التي تجعل الضجيج يُعيق الإنتاجية في مكان العمل وكيفية إدارته.
تنزيل: Noisli لـ Android | iOS (مدفوع ، 1.99 دولار)
2. تحديد أهداف واضحة
يُمارس العديد من الأشخاص تحديد الأهداف التفصيلي ، مثل استخدام معايير SMART للأهداف طويلة المدى. في حين أنَّ هذا مفيد ، فإنَّ ما لا يركز عليه هذا الأسلوب هو تحديد الأهداف على المستوى الجزئي: الخطوات الفردية التي يُمكنك اتخاذها للنجاح في عملك اليومي.
هناك العديد من الأساليب البسيطة لاستخدام طريقة تحديد الأهداف على نطاق صغير. في بداية جلسة العمل الرقمية ، يُمكنك فتح تطبيق تدوين ملاحظات خفيف الحجم لتدوين نواياك لجلسة العمل المُقبلة. يمكن أن يكون هذا عبارة عن بضع تفاصيل نُقطية أو بعض الرموز النقطية ذات المسافة البادئة للمهام الفرعية. ميزة “يومي” في Microsoft To Do هي مساحة مُريحة يُمكنك تجربتها.
يعد تحديد أهداف واضحة وموجزة أحد المحفزات العديدة المعروفة التي يمكن أن تساعدك في الوصول إلى حالة التدفق. إنَّ امتلاك فكرة واضحة عن خطوتك التالية ، يسمح لك بإعادة ضبط سياق اللحظة الحالية وتوسيع وعيك لزيادة الإنتاجية. يُعد تحديد الأهداف على نطاق صغير أمرًا حاسمًا أيضًا للتقييم الذاتي والتفكير ، وكلاهما يُؤكد على مشاعر التقدم في العمل.
3. القضاء على عوامل التشتيت غير الضرورية
يُعد هذا أحد أكثر عوامل الوصول إلى حالة التدفق وضوحًا ، ولكن لا يمكن التأكيد على أهميته بشكل كافٍ في عصر اليوم. عند صياغة تعريف لحالة التدفق ، يتضمن الكثير تعيين “اهتمام كامل” للمهمة المطروحة.
غالبًا ما يمثل العمل رقميًا مصادر إلهاء أكثر بكثير من العمل في المكتب الفعلي. إذا كنت تعمل على كمبيوتر مكتبي ، فإن إيقاف تشغيل هاتفك المحمول أو وضعه في وضع “عدم الإزعاج” هو أحد الأساليب السهلة التي يُمكنك تطبيقها. إذا كنت لا تزال تجد أنه من المغري التقاط هاتفك ، فيمكنك محاولة وضعه على الجانب الآخر من الغرفة لتوجيه انتباهك الكامل إلى ما تعمل عليه.
حتى مع إيقاف تشغيل هاتفك ، هناك العديد من عوامل التشتيت الكامنة في الكمبيوتر المكتبي الذي أمامك والتي يُمكن أن تمنعك من “التواجد في المنطقة”. إذا كنت تعمل داخل مُتصفح ، فقد يكون من السهل للغاية الانفصال عما تعمل عليه ، ومع ميزات مثل الملء التلقائي والإشارات المرجعية ، يعد الوصول إلى الصفحات غير الملائمة بمثابة فخ سهل الوقوع فيه. لحسن الحظ ، هناك مجموعة من إضافات المُتصفح التي تمنع عوامل التشتيت ، يُمكنك محاولة إبقاء عقلك مركزًا على شيء واحد في كل مرة.
إذا كنت من مستخدمي Windows ، فيمكنك أيضًا استكشاف جلسات التركيز الجديدة في Windows 11 لإيقاف الإشعارات المنبثقة غير الضرورية ومنعك من الخروج من المنطقة. تتميز هذه الأداة المُتطورة بمؤقت مع تمكين فترات الراحة وعلامة تبويب متكاملة لمهام Microsoft To Do. يُعد هذا خيارًا رائعًا للجمع بين الإستراتيجية السابقة لتحديد الأهداف بشكل واضح مع مساحة عمل خالية من الإلهاء.
4. تبني بيئة رقمية مُنظمة
من أصعب جوانب العمل رقميًا هو الحفاظ على بيئة نظيفة. مع علامات التبويب المفتوحة والنوافذ المُتعددة والملفات المُتناثرة عبر سطح المكتب ، يُمكنك بسهولة أن تفقد عامل الانغماس المطلوب لتحقيق حالة التدفق. سيساعد الحصول على طرق فعالة لتنظيم ما هو موجود على سطح المكتب بشكل كبير على زيادة الإنتاجية في جلسات العمل والمساعدة في تحفيز التدفق.
يعد إنشاء أسطح مكتب افتراضية مُتعددة لفصل المحتوى إحدى الطرق لتحقيق ذلك. في Windows ، يُمكنك تحديد رمز عرض المهام بجوار شريط البحث لعرض وإنشاء أسطح المكتب (أو استخدام اختصار لوحة المفاتيح Windows + Tab إذا كنت لا تزال تستخدم Windows 10). يُمكن لمستخدمي الـ Mac أيضًا تحقيق ذلك في “Mission Control” 
يُمكنك استخدامه لفصل النوافذ ذات الصلة إلى فئات أوسع ، مثل سطح مكتب مُخصص لعلامات تبويب موجهة للعمل وآخر لمواقع التواصل الاجتماعي ومواقع المراسلة. يُمكن تطبيق نفس المفهوم على نوافذ المتصفح: ما عليك سوى تخزين جميع علامات التبويب وثيقة الصلة في نافذة واحدة. يمنح Chrome والعديد من المتصفحات الأخرى القدرة على تسمية النوافذ لمساعدتك في توضيح ما تحمله كل نافذة — ما عليك سوى النقر بزر الماوس الأيمن على شريط عنوان النافذة وتحديد تسمية النافذة … تحقق من أفضل الطرق لتخزين ملفاتك على سطح مكتب Windows.
الوصول إلى حالة التدفق خلال عملك رقميًا بهذه النصائح العملية
التواجد في المنطقة هو أسلوب هش. يُمكن أن تؤدي الانحرافات البسيطة أثناء العمل إلى إقصائك بسهولة ، وأحيانًا دون أن تلاحظ ذلك. لكن دمج هذه الاستراتيجيات سيضعك في الاتجاه الصحيح نحو هذه الحالة الذهنية المُميزة. جرب هذه النصائح المُصممة للعمل الرقمي للارتقاء بعبء العمل لديك ومضاعفة إنتاجيتك. يُمكنك الإطلاع الآن على أسباب خسارتك للعملاء كعامل مُستقل.
