أسبوع من التركيز العميق: كيف غيّر نمط التركيز “Focus Mode” روتين عملي وإنتاجيّتي
أعتقد أنني أمتلك قدرًا معقولًا من ضبط النفس عندما يتعلق الأمر بهاتفي Android. أقوم بإيقاف تشغيل معظم الإشعارات، ولا أضع Instagram على شاشتي الرئيسية، بل ومررت بفترات قمت فيها بإلغاء تثبيت التطبيقات تمامًا. ومع ذلك، أجد نفسي بانتظام أتفقد Reddit أو YouTube بشكل لا إرادي “لمدة دقيقة فقط”، وبطريقة ما أفقد ساعة كاملة كان من المفترض أن أقضيها في العمل.
لم أكن أرغب في تثبيت تطبيق إنتاجي تابع لجهة خارجية أو تجربة “ديتوكس رقمي” لا يمكنني الالتزام به. بدلًا من ذلك، لجأت إلى شيء مضمن بالفعل في هاتف Android الخاص بي: وضع التركيز (Focus Mode). من المفترض أن تساعدك ميزة “Digital Wellbeing” (الرفاهية الرقمية) في إيقاف التطبيقات المشتتة مؤقتًا واستعادة وقتك. لمدة أسبوع واحد، استخدمت وضع التركيز خلال ساعات عملي وفي أي وقت أردت فيه تجنب المشتتات. أردت أن أعرف ما إذا كان سيساعدني في إنجاز المزيد وتدريبي على التخلص من عادات التصفح السلبي القهري.
كيف يساعدك وضع التركيز على تقليل عوامل التشتيت؟
يُعدّ وضع التركيز (Focus Mode) أداة قوية مصممة خصيصًا لمساعدتك على استعادة السيطرة على وقتك وزيادة إنتاجيتك من خلال الحدّ من الإشعارات والتنبيهات المزعجة التي تعيق تركيزك. يعمل هذا الوضع عن طريق تصفية التطبيقات والإشعارات التي قد تشتت انتباهك، مما يسمح لك بالبقاء منغمسًا في المهمة التي بين يديك دون مقاطعة مستمرة.
ببساطة، يمكنك تخصيص وضع التركيز ليناسب احتياجاتك الفردية. يمكنك تحديد التطبيقات والأشخاص الذين ترغب في استقبال إشعارات منهم، بينما يتم كتم صوت البقية مؤقتًا. على سبيل المثال، إذا كنت تعمل على مشروع مهم، يمكنك السماح فقط بالإشعارات من زملاء العمل الرئيسيين أو التطبيقات المتعلقة بالمشروع، مع حجب الإشعارات من وسائل التواصل الاجتماعي أو التطبيقات الترفيهية الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، يتيح لك وضع التركيز جدولة أوقات محددة يتم فيها تفعيله تلقائيًا، مثل ساعات العمل أو أثناء الدراسة. هذه الميزة مفيدة بشكل خاص للحفاظ على روتين عمل ثابت وتقليل الإغراءات التي قد تدفعك إلى تشتيت انتباهك.
باختصار، يعمل وضع التركيز كحاجز وقائي ضد عوامل التشتيت الرقمية، مما يمنحك المساحة الذهنية التي تحتاجها للتركيز بعمق وإنجاز المزيد من المهام بكفاءة عالية. إنه استثمار بسيط ولكنه فعال في إنتاجيتك ورفاهيتك الرقمية.
أداة “الرفاهية الرقمية” المدمجة
يُعد “وضع التركيز” جزءًا أساسيًا من مجموعة أدوات “الرفاهية الرقمية” في نظام Android، وهو مصمم لمساعدتك على إدارة وقتك وتقليل عوامل التشتيت. تتيح لك هذه الميزة تحديد التطبيقات التي تستهلك وقتك وتعيق إنتاجيتك، ثم تعطيلها مؤقتًا. عند تفعيل “وضع التركيز”، ستظهر هذه التطبيقات باللون الرمادي ولن تتمكن من فتحها. والأهم من ذلك، لن تتلقى أي إشعارات من هذه التطبيقات طالما كان “وضع التركيز” نشطًا، إلا إذا قمت بإيقاف تشغيله يدويًا أو أزلت التطبيق من قائمة التطبيقات المحظورة. إذا حاولت فتح تطبيق محظور، ستتلقى تذكيرًا لطيفًا يشير إلى أنه متوقف مؤقتًا. يمكنك تجاوز هذا التذكير، ولكن الفكرة الأساسية هي أن هذا الحاجز البسيط سيوفر لك فرصة للتفكير مليًا قبل فتحه، مما يساعدك على استعادة تركيزك والعودة إلى المهام الأكثر أهمية. استخدم “وضع التركيز” لتحسين إنتاجيتك وتقليل إدمان هاتفك الذكي.
وضع الأسس والقواعد الأساسية أولاً
تحليل معمق للتطبيقات التي كانت نقطة ضعفي الإنتاجية
قبل الشروع في التجربة، قمت بمراجعة دقيقة لقائمة التطبيقات المثبتة على هاتفي، بهدف تحديد تلك التي تستنزف وقتي وتشتت انتباهي عن مهام العمل الأساسية. قررت حظر الوصول إلى تطبيقات مثل YouTube و Reddit و WhatsApp و X بشكل مؤقت خلال فترات العمل المركّز. في المقابل، أبقيت تطبيقات Slack و TickTick و Obsidian و Google Calendar متاحة، نظرًا لاعتماد عملي عليها بشكل مباشر.
تم تفعيل “وضع التركيز” (Focus Mode) تلقائيًا من الساعة 9 صباحًا حتى 12 ظهرًا، ثم مرة أخرى من الساعة 2 ظهرًا حتى 5 مساءً، من الاثنين إلى الجمعة. هذا يمنحني فترتين مخصصتين للعمل العميق يوميًا، مع استراحة غداء بينهما للاطلاع على الرسائل أو تصفح الإنترنت دون الشعور بالذنب. ولتسهيل الوصول إلى هذه الميزة، قمت بإضافة “وضع التركيز” إلى قائمة **الإعدادات السريعة** (Quick Settings) في هاتفي.
ساعدني وضع التركيز في الحدّ من تصفحي الهوسي للأخبار السلبية
لقد كان وضع التركيز (Focus Mode) بمثابة طوق النجاة لي في التخلص من عادة التصفح الهوسي للأخبار السلبية (Doomscrolling)، وهي مشكلة يعاني منها الكثيرون في عصرنا الحالي. فبدلاً من الانغماس لساعات طويلة في قراءة الأخبار المحبطة والمثيرة للقلق على Facebook و Google News وغيرها من المنصات، تمكنت من استعادة السيطرة على وقتي وصحتي النفسية بفضل هذه الميزة.
إن وضع التركيز، المتوفر في العديد من أنظمة التشغيل مثل Android و Windows، يسمح لك بتحديد التطبيقات التي تشتت انتباهك وحظرها مؤقتًا. يمكنك تخصيص جدول زمني لوضع التركيز، على سبيل المثال، خلال ساعات العمل أو قبل النوم، لضمان عدم إغراءك بتصفح الأخبار السلبية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام تطبيقات مخصصة لتعزيز فعالية وضع التركيز، مما يوفر لك تحليلات حول أنماط استخدامك للهاتف وتنبيهات لتذكيرك بأهدافك. هذه الأدوات تساعدك على فهم محفزات التصفح الهوسي وتطوير استراتيجيات للتغلب عليها.
باختصار، إذا كنت تعاني من التصفح الهوسي للأخبار السلبية، أنصحك بشدة بتجربة وضع التركيز. إنه أداة بسيطة وفعالة يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في صحتك النفسية وإنتاجيتك.
إنجاز المزيد من المهام بتركيز عالٍ وتشتيت أقل
في البداية، وجدت نفسي أحاول فتح تطبيقي X و YouTube بشكل تلقائي ودون تفكير. ولكن في كل مرة، كان وضع التركيز (Focus Mode) يوقفني. كانت أيقونات التطبيقات تظهر باللون الرمادي، والنقر عليها لا يفعل شيئًا. بحلول منتصف الأسبوع، كنت ما أزال ألجأ إلى هاتفي بين الحين والآخر، ولكن بدلًا من فتح تطبيقات التواصل الاجتماعي، كنت أفتح Obsidian لتدوين فكرة أو إلقاء نظرة سريعة على قائمة المهام الخاصة بي. كان هناك تحول كبير آخر وهو أنني بدأت في فحص بريدي الإلكتروني فقط على جهاز الكمبيوتر الخاص بي. وبدون الوصول إلى Gmail على هاتفي، لم يكن يغريني بإلقاء نظرة خاطفة عليه في كل لحظة فراغ.
كان يوم السبت هو اليوم الأول الذي لم أقم فيه بجدولة وضع التركيز. استيقظت من النوم، ومددت يدي إلى هاتفي، وسرعان ما عدت إلى التصفح العشوائي لمواقع Reddit و YouTube و X. لقد ذكرني ذلك بمدى سهولة العودة إلى السلوكيات الافتراضية عندما تكون الحواجز الوقائية غير موجودة. في وقت لاحق من ذلك اليوم، قمت بتشغيل وضع التركيز يدويًا أثناء قراءة كتاب. مجرد هذا التبديل الواحد ساعدني على الابتعاد عن هاتفي طوال فترة ما بعد الظهر.
لقد ساعدني وضع التركيز (Focus Mode) في إعادة تشكيل طريقة تفاعلي مع هاتفي خلال ساعات العمل. وبدون المشتتات المعتادة، انجذبت بشكل طبيعي نحو المهام التي تخدم أهدافي. وأكدت الأرقام ذلك. أظهرت إحصائيات الصحة الرقمية (Digital Wellbeing) الخاصة بي أنني قضيت وقتًا أقل بكثير على تطبيقات التواصل الاجتماعي مقارنة بالأسبوع السابق. هذا يؤكد أهمية استخدام أدوات إدارة الوقت الرقمي لزيادة الإنتاجية وتقليل الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي.
القيود المفروضة على وضع التركيز (Focus Mode)
على الرغم من أن وضع التركيز (Focus Mode) يمثل إضافة قيمة لتحسين الإنتاجية وتقليل عوامل التشتيت، إلا أنه لا يخلو من بعض القيود التي يجب أخذها في الاعتبار. ففهم هذه القيود يساعد المستخدمين على الاستفادة القصوى من هذه الميزة مع تجنب الاعتماد عليها بشكل كامل كحل سحري لجميع مشاكل التركيز.
أحد أبرز هذه القيود هو اعتماده على المستخدم في تحديد التطبيقات والإشعارات المسموح بها. فإذا لم يتم تكوين وضع التركيز (Focus Mode) بشكل دقيق، فقد يستمر المستخدم في تلقي إشعارات غير ضرورية تشتت انتباهه. علاوة على ذلك، قد يتطلب الأمر بعض الوقت والجهد لتكوين وضبط إعدادات وضع التركيز (Focus Mode) بما يتناسب مع احتياجات المستخدم المختلفة، خاصةً إذا كان المستخدم يعمل على مشاريع متعددة تتطلب مجموعات مختلفة من التطبيقات والإشعارات.
بالإضافة إلى ذلك، يعتمد وضع التركيز (Focus Mode) بشكل كبير على الانضباط الذاتي للمستخدم. ففي حين أنه يقلل من عوامل التشتيت الخارجية، إلا أنه لا يمنع المستخدم من تصفح الإنترنت أو استخدام تطبيقات أخرى بشكل متعمد. لذلك، يجب على المستخدم أن يكون ملتزمًا بتجنب هذه المشتتات بنفسه حتى يتمكن من الاستفادة الكاملة من وضع التركيز (Focus Mode).
أخيرًا، قد لا يكون وضع التركيز (Focus Mode) فعالًا في جميع الحالات. ففي بعض الأحيان، قد يكون من الضروري تلقي إشعارات عاجلة من تطبيقات معينة، حتى أثناء العمل على مهمة تتطلب التركيز. وفي هذه الحالات، قد يكون من الأفضل تعطيل وضع التركيز (Focus Mode) مؤقتًا أو تعديل إعداداته لتلقي الإشعارات الضرورية فقط.
باختصار، يعتبر وضع التركيز (Focus Mode) أداة قوية لتحسين التركيز والإنتاجية، ولكن يجب استخدامه بحذر وفهم قيوده. فمن خلال تكوين وضع التركيز (Focus Mode) بشكل دقيق، والالتزام بالانضباط الذاتي، واستخدامه بشكل مناسب، يمكن للمستخدمين الاستفادة القصوى من هذه الميزة وتحقيق أهدافهم بفاعلية أكبر.
أداة “الرفاهية الرقمية” ليست مثالية تمامًا
على الرغم من فوائدها، فإن “وضع التركيز” في أداة “الرفاهية الرقمية” ليس حلاً سحريًا. فهو لا يحجب مواقع الويب بشكل مباشر، مما يعني أنه يمكنك الاستمرار في تصفح Chrome وإضاعة الوقت إذا كنت مصممًا على ذلك. بالإضافة إلى ذلك، يعمل “وضع التركيز” فقط مع التطبيقات التي تحددها يدويًا. لذا، إذا نسيت حظر تطبيق معين، مثل متصفحك، فقد يصبح ذلك منفذًا سهلاً للهروب من التركيز.
عيب آخر هو أنه يمكنك إيقاف تشغيله في أي وقت. لا توجد حاجة إلى كلمة مرور أو تأخير؛ مجرد نقرة واحدة، ويتم إيقافه. ومع ذلك، لا تزال بحاجة إلى بعض قوة الإرادة لمقاومة إيقاف تشغيله للتحقق من شيء ما. هذه المرونة قد تكون نقطة ضعف لمن يحتاجون إلى قيود أكثر صرامة.
إذا كنت تبحث عن تحكم أكثر صرامة، يمكنك دائمًا دمج “وضع التركيز” مع أدوات أخرى مثل AppBlock أو Digital Detox أو ActionDash. هذه الأدوات توفر خيارات متقدمة للحظر والتقييد. ولكن بالنسبة لي شخصيًا، كان “وضع التركيز” بمفرده كافيًا لدفعي بعيدًا عن التطبيقات المشتتة للانتباه، حيث يوفر توازنًا جيدًا بين التحكم والمرونة.
تغيير بسيط ساعدني في إعادة تقييم عادات استخدامي للهاتف
لم يجعلني استخدام “وضع التركيز” (Focus Mode) لمدة أسبوع أكثر إنتاجية بشكل سحري، ولكنه ساعدني في كسر عادة التحقق المستمر من الهاتف بشكل تلقائي. لقد جعلني أدرك عدد المرات التي ألجأ فيها إلى هاتفي بسبب الملل أو القلق أو مجرد العادة.
ولكن إذا كنت تعاني من إضاعة الوقت على هاتفك بسبب التنبيهات والرسائل المستمرة، يمكنك تخصيص إشعارات Android لتقليل عوامل التشتيت. هناك حيلة أخرى لتقليل الوقت الذي تقضيه على هاتفك وهي تنظيم الشاشة الرئيسية. فمن خلال تنظيم تطبيقاتك ووضعها في “مناطق تركيز” محددة، يمكنك تقليل الإغراء بفتح تطبيقات غير ضرورية.