لقد قطع التصوير بالهواتف الذكية شوطًا طويلاً، حيث أصبح بإمكان الجميع تقريبًا التقاط صور مذهلة بجهاز يتم حمله يوميًا. ولكن حتى مع كل التطورات التكنولوجية، لا تزال هناك أخطاء شائعة يُمكن أن تمنعك من الحصول على أفضل اللقطات المُمكنة.
تحقيق لقطات رائعة باستخدام الهواتف الذكية يتطلب معرفة ببعض الأساسيات وتجنب الأخطاء الشائعة التي قد تُؤثر على جودة الصور. العديد من المُستخدمين يرتكبون أخطاء بسيطة مثل إضاءة غير كافية أو استخدام التكبير الرقمي بدلاً من الاقتراب من الموضوع، مما يُؤدي إلى صور ضبابية أو غير واضحة. فهم كيفية التعامل مع إعدادات الكاميرا، مثل التعريض والفتحة، يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في النتائج. أيضًا، الانتباه لتكوين الصورة واختيار الزوايا المناسبة يساعد في تحسين الإطارات بشكل ملحوظ. تحقق من خرافات شائعة مُرتبطة بالتصوير بالهواتف الذكية لا تُصدقها.
روابط سريعة
1. الاعتماد بشكل مُفرط على الوضع التلقائي
في حين أنَّ الإعدادات التلقائية على كاميرا هاتفك الذكي غالبًا ما تكون مُريحة، إلا أنَّ الاعتماد فقط على الوضع التلقائي يُمكن أن يَحد من سيطرتك على شكل الصورة النهائية. يضبط الوضع التلقائي كل شيء من أجلك، وهو ما قد يكون مُفيدًا في بعض الحالات، ولكنه يَعني أيضًا أنك تترك القرارات المُهمة — مثل التعرض وتوازن اللون الأبيض والتركيز — لخوارزميات هاتفك.
على سبيل المثال، إذا كنت تقوم بالتصوير في ظروف إضاءة صعبة، فقد لا تعرض الكاميرا المشهد كما تُريد، مما يُؤدي إلى إضاءات باهتة أو ظلال داكنة للغاية. يُتيح لك التبديل إلى عناصر التحكم اليدوية ضبط الإعدادات مثل ISO وسرعة الغالق للتعامل مع الإضاءة الصعبة بشكل أكثر فعاليَّة والحصول على لقطة تبدو كما تُريدها.
لا تسمح لك كل تطبيقات الكاميرا الأصلية للهواتف الذكية بالتصوير في الوضع اليدوي، وهنا يأتي دور تطبيقات الكاميرا التابعة لجهات خارجية. تُتيح لك تطبيقات الكاميرا التابعة لجهات خارجية مثل ReLens و Pro Camera الوصول إلى مثلث التعريض الضوئي — ISO وسرعة الغالق والفتحة — مما يسمح لك بضبط صورك والتقاط المشاهد بالطريقة التي تراها بها، وليس بالطريقة التي يُفسرها بها هاتفك.
2. التكبير بدلاً من الاقتراب
يُعتبر الاعتماد على التكبير الرقمي للاقتراب من موضوع التصوير بالهواتف الذكية أحد أكبر الأخطاء التي يرتكبها الأشخاص. على عكس التكبير البصري، الذي يستخدم عدسة الكاميرا لتكبير الصورة، فإن التكبير الرقمي يقص الصورة ويُكبرها ببساطة، مما يؤدي إلى فقدان ملحوظ في الجودة والحدة.
بدلاً من التكبير، اقترب فعليًا من موضوعك كلما أمكن ذلك. يضمن هذا استخدامك للدقة الكاملة للكاميرا والاحتفاظ بأقصى قدر من التفاصيل. إذا لم يكن الاقتراب خيارًا، فمن الأفضل التقاط الصورة وقصها لاحقًا أثناء مرحلة التعديل للحفاظ على جودة صورة أعلى.
3. نسيان تنظيف العدسة
تتعرض عدسات الهواتف الذكية باستمرار للغبار وبصمات الأصابع والبقع لأننا نحمل هواتفنا في كل مكان. يُمكن أن تتسبب العدسة المُتسخة في جعل صورك تبدو ضبابية أو مُشوهة أو تفتقر إلى التباين، ولا يدرك العديد من الأشخاص ذلك حتى يُقارنوا لقطاتهم بصور أكثر نظافة ووضوحًا.
قبل التقاط أي صورة، اجعل من عادتك تنظيف العدسة بسرعة بقطعة قماش ناعمة ونظيفة أو حتى قميصك (طالما أنها ليست خشنة). يُمكن أن تعمل هذه الخطوة الصغيرة على تحسين وضوح صورك بشكل كبير ومنع المظهر الناعم والضبابي الذي يُمكن أن يحدث بسبب أوساخ العدسة. تحقق من الدليل الشامل لتنظيف هاتفك الذكي المُتّسِخ.
4. التقاط عدد قليل جدًا من اللقطات
أحد أفضل الأشياء في التصوير الرقمي هو أنه يُمكنك التقاط أكبر عدد تُريده من الصور دون القلق بشأن نفاد الفيلم. ومع ذلك، لا يزال العديد من الأشخاص يَلتقطون لقطة واحدة أو اثنتين فقط ويأملون في أنهم قد حصلوا على الأفضل. يُمكن أن يؤدي هذا النهج إلى تفويت الفرص أو الصور دون المستوى، خاصةً عند التقاط لحظة عابرة أو في إضاءة صعبة.
بدلاً من ذلك، التقط عدة لقطات من زوايا مُختلفة قليلاً أو بإعدادات مُتنوعة. يمنحك هذا المزيد من الخيارات للاختيار من بينها عند مراجعة صورك لاحقًا. لا تخف من التجربة — في بعض الأحيان تكون أفضل لقطة هي تلك التي لم تتوقعها.
5. عدم الاهتمام بالإضاءة
يُمكن للإضاءة أن تجعل الصورة رائعة أو سيئة، ومع ذلك فهي واحدة من أكثر الجوانب التي يتم تجاهلها في التصوير بالهواتف الذكية. يلتقط العديد من الأشخاص الصور دون مراعاة مصدر الضوء أو تأثيره على موضوعهم. يُمكن أن تتسبب الإضاءة الضعيفة في ظلال غير مرغوب فيها أو الإفراط في التعرض أو البهتان في صورك.
لتحسين لقطاتك، كن دائمًا حريصًا على الضوء. عادةً ما يكون الضوء الطبيعي هو الأكثر جاذبية، لذا حاول التصوير خلال “الساعة الذهبية” عندما يكون الضوء ناعمًا ودافئًا. إذا كنت تقوم بالتصوير في الداخل، ضع نفسك بالقرب من النافذة للحصول على إضاءة أكثر توازناً. تجنب الإضاءة القاسية من الأعلى ما لم تكن تُريد تأثيرًا دراميًا، وجرِّب زوايا مختلفة لمعرفة كيفية تفاعل الضوء مع موضوعك.
6. استخدام الفلاش في كل حالات الإضاءة المُنخفضة
يلجأ العديد من مُستخدمي الهواتف الذكية بشكل غريزي إلى الفلاش عند التصوير في ظروف الإضاءة المنخفضة. ورغم أنَّ الفلاش قد يكون مفيدًا، إلا أنَّ الإفراط في استخدامه غالبًا ما يؤدي إلى إضاءة قاسية وغير جذابة يُمكن أن تمحو الألوان وتخلق ظلالًا غير ضرورية. بدلًا من الاعتماد على الفلاش، استكشف طرقًا بديلة لتحسين التصوير في الإضاءة المنخفضة.
حاول زيادة إعداد ISO، إذا كان تطبيق الكاميرا يسمح بذلك، مما قد يُساعد في تفتيح صورك دون الحاجة إلى الفلاش. بالإضافة إلى ذلك، ابحث عن مصادر الضوء المُتاحة، مثل المصابيح أو مصابيح الشوارع، لإضاءة موضوعك بشكل أكثر طبيعية.
إذا أمكن، استخدم حامل ثلاثي القوائم أو ضع هاتفك على سطح ثابت لمنع اهتزاز الكاميرا أثناء التعريضات الأطول. سيسمح لك هذا بالتقاط المزيد من التفاصيل دون قسوة الفلاش المُدمج.
7. الإفراط في استخدام HDR
النطاق الديناميكي العالي (HDR) هو ميزة رائعة تُساعد في التقاط نطاق أوسع من النغمات في صورك، وخاصة في ظروف الإضاءة الصعبة. ومع ذلك، فإنَّ استخدام النطاق الديناميكي العالي بشكل متكرر أو غير مناسب يمكن أن يؤدي إلى صور غير طبيعية ومعالجة بشكل مفرط. وغالبًا ما يؤدي ذلك إلى مظهر “مزيف”، حيث تظهر الألوان مشبعة بشكل زائد، وتُصبح التفاصيل في الظلال والنقاط البارزة مبالغ فيها.
بدلاً من الاعتماد على النطاق الديناميكي العالي افتراضيًا لكل لقطة، فكر في الوقت الذي يكون فيه ذلك ضروريًا حقًا. يعمل النطاق الديناميكي العالي بشكل أفضل في المشاهد ذات التباين العالي — مثل المناظر الطبيعية ذات السماء الساطعة والخلفية المظلمة — ولكن يمكن أن يكون مبالغًا فيه للمشاهد الأكثر بساطة. استخدمه بشكل انتقائي، وراجع النتائج للتأكد من أن صورك تحتفظ بمظهر طبيعي مع الاستفادة من تأثير النطاق الديناميكي العالي.
8. تخطي قواعد التركيب
يُعد التركيب الجيد مفتاحًا لإنشاء صور جذابة ومُمتعة بصريًا، ومع ذلك يتجاهله العديد من مُستخدمي الهواتف الذكية. غالبًا ما يُؤدي الاعتماد على الغريزة فقط إلى لقطات سيئة الإطار تفتقر إلى التأثير. إنَّ التعرف على قواعد التكوين الأساسية، مثل قاعدة التثليث، و خطوط الشبكات الرئيسية، والتأطير، يمكن أن يُعزِّز بشكل كبير من مهاراتك في التصوير الفوتوغرافي.
على سبيل المثال، تقترح قاعدة التثليث تقسيم الإطار إلى شبكة من تسعة أجزاء متساوية ووضع موضوعك على طول هذه الخطوط أو عند تقاطعاتها للحصول على تكوين أكثر توازناً. وبالمثل، يمكن للخطوط الرئيسية — مثل الطرق أو الأسوار — أن توجه عين المشاهد إلى الموضوع الرئيسي. لا تتردد في تجربة زوايا ومنظورات مختلفة لاكتشاف التركيبات التي تبرز موضوعك بشكل أفضل.
9. عدم استخدام وضع التصوير المُستمر للقطات الحركة
قد يكون التقاط لقطات الحركة أمرًا صعبًا، خاصة إذا كان موضوعك يتحرك بسرعة. من السهل ارتكاب خطأ التقاط صورة واحدة فقط، على أمل الحصول على لقطة مثالية، ولكن هذه الطريقة غالبًا ما تؤدي إلى تفويت الفرص. لزيادة فرصك في التقاط تلك اللحظة المثالية، استفد من وضع التصوير المُستمر في هاتفك.
يتيح لك وضع التصوير المُستمر التقاط سلسلة سريعة من الصور في تتابع سريع، مما يمنحك فرصة أكبر لتجميد الحركة في اللحظة المناسبة. يُعد هذا مفيدًا بشكل خاص للرياضيين أو الحيوانات الأليفة أو الأطفال أثناء الحركة. بمجرد التقاط الصورة المُتتابعة، يُمكنك غربلة الصور للعثور على الصورة ذات التركيب الأفضل والوضوح الأفضل.
قد يبدو التصوير بالهاتف الذكي أمرًا بسيطًا، ولكن تجنب هذه الأخطاء الشائعة يُمكن أن يعزز مهاراتك بشكل كبير ويُحسِّن جودة صورك. يُمكن أن تُساعدك هذه النصائح في تحقيق أقصى استفادة من إمكانيات هاتفك الذكي وإضفاء الحيوية على رؤيتك الإبداعية. يُمكنك الإطلاع الآن على كيف طورت مهاراتي في التصوير بالهاتف الذكي بطرق غير مُتوقعة.
