الأجهزة المنزلية الذكية مُذهلة. فهي تجلب الراحة والكفاءة ولمسة من المُستقبل إلى حياتنا اليومية وتُحسِّن من كفاءة أداء مُختلف المهام والإنتاجية الإجمالية. ولكن كما هو الحال مع معظم التطورات التكنولوجية، فإنَّ مع هذه الراحة الإضافية تأتي بعض القيود والتحديات الجديدة— خاصةً عندما يتعلق الأمر بخصوصيتك. الأجهزة الذكية تجمع معلومات حساسة، وقد تُعرّض خصوصية المُستخدمين للخطر إذا لم تُؤخذ الاحتياطات اللازمة.
دعنا نأخذ لحظة للنظر في عيوب الخصوصية للأجهزة الذكية التي يجب أن تكون على دراية بها. تحقق من أفضل الطرق التي يمكن أن تُساعد بها المنازل والأجهزة الذكية الأشخاص ذوي الإعاقة.
روابط سريعة
1. جمع البيانات واستخدامها
دعونا نبدأ بالموضوع المُهم: جمع البيانات. تزدهر أجهزة المنزل الذكي بالبيانات التي تحصل عليها — فهي تحتاج إليها للعمل. ولكن هل تساءلت يومًا عن مقدار البيانات التي تجمعها؟
في عام 2017، أفادت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية أنَّ Visio (علامة تجارية للتلفزيون الذكي) كانت تجمع بيانات حول ما يُشاهده المُستخدمين دون موافقتهم وتبيعها للمُعلنين.
وبينما واجهت الشركة عواقب، يُظهر هذا الموقف كيف يُمكن للأجهزة الذكية جمع البيانات واستخدامها بطرق قد تُفاجئك. يجدر النظر في مدى شعورك بالراحة مع معرفة أجهزتك بالكثير عنك ومن قد يحصل على حق الوصول إلى هذه المعلومات.
2. الميكروفونات والكاميرات التي تعمل دائمًا
هل تتذكر عندما كان الأشخاص يسخرون من هواتفهم الذكية التي تستمع إلى محادثاتهم؟ مع أجهزة المنزل الذكي، فإنَّ هذه النكتة ليست بعيدة عن الواقع. تم تجهيز العديد من مكبرات الصوت الذكية وكاميرات الأمان بميكروفونات وكاميرات تعمل دائمًا.
تم تصميم هذه الميزات للاستجابة على الفور عندما تقول، “مرحبًا يا Google” أو “يا Alexa”، ولكن هذا يعني أيضًا أنَّ هذه الأجهزة تستمع دائمًا. في حين تُؤكد لنا الشركات المُصنِّعة أنَّ كلمات التحفيز المحددة فقط هي التي تُنشط التسجيلات، فمن الصعب ألا تشعر بعدم الارتياح قليلاً عند معرفة أنَّ جهازًا في منزلك يُمكنه الاستماع في جميع الأوقات.
خذ حالة Alexa. في عام 2019، ذكر Bloomberg أنَّ موظفي Amazon كانوا يستمعون إلى التسجيلات التي تم التقاطها بواسطة Alexa، بما في ذلك تلك التي لم يتم تشغيلها بواسطة كلمة التنبيه. هناك طرق يُمكنك من خلالها الحفاظ على خصوصيتك أثناء استخدام Alexa. ومع ذلك، حتى هذه ليست مضمونة.
3. التكامل مع خدمات الطرف الثالث
أحد الأشياء الرائعة في المنازل الذكية هو كيف يُمكن أن يعمل كل شيء معًا بسلاسة. يتم خفت أضوائك الذكية عندما تبدأ فيلمًا ويضبط منظم الحرارة مُختلف القيم عندما تغادر المنزل. ومع ذلك، فإنَّ هذا المستوى من التكامل يعني غالبًا مشاركة البيانات مع خدمات الطرف الثالث.
قد يكون لكل خدمة تتصل بها بنظام منزلك الذكي سياسات خصوصية مختلفة، وليست كلها صارمة كما تُريد. على سبيل المثال، في عام 2018، كشف تطبيق Strava (تطبيق اللياقة البدنية) عن غير قصد عن مواقع القواعد العسكرية السرية لأنَّ الجنود كانوا يستخدمون تكامل التطبيق مع أجهزتهم الذكية، وفقًا لصحيفة The Guardian.
4. الرؤى والتحليل السلوكي
لا تُراقب أجهزة المنزل الذكي فحسب — بل تتعلم. إنها تتعلم عاداتك وروتينك وحتى تفضيلاتك، مما يخلق ملفًا شخصيًا مُفصلاً لحياتك اليومية. في حين أنَّ هذا قد يكون مناسبًا (مثل تحضير ماكينة القهوة لكوبك في الوقت المثالي كل صباح)، إلا أنه يُثير أيضًا مخاوف الخصوصية.
يُمكن للشركات استخدام هذه الرؤى السلوكية لاستهدافك بالإعلانات أو بيع هذه المعلومات للمُسوقين. فكرة أن تعرف الشركة المزيد عن عاداتك اليومية أكثر من أفضل صديق لك أمر مزعج بعض الشيء.
5. الاحتفاظ بالبيانات
ماذا يحدث لبياناتك بمجرد جمعها؟ تُخزِّن العديد من أجهزة المنزل الذكي معلوماتك في السحابة، ولكن إلى متى يتم الاحتفاظ بها هناك؟
تختلف سياسات الاحتفاظ بالبيانات من شركة إلى أخرى ولا تكون جميعها شفافة بشأن المدة التي تحتفظ بها ببياناتك أو ما يحدث لها بعد أن لم تعد هناك حاجة إليها. وهذا يعني أنَّ بياناتك القديمة قد تظل مُعلقة في انتظار الوصول إليها، أو ما هو أسوأ من ذلك، أن يتم اختراقها.
من الجدير النظر في سياسة الاحتفاظ بالبيانات لكل جهاز قبل إحضاره إلى منزلك. وإذا كانت سياسة الاحتفاظ بالبيانات غير واضحة لك، فيُمكنك اعتبار ذلك علامة تحذير لتجنب علامة المنزل الذكي هذه.
6. التتبع عبر الأجهزة المُتعددة
مع وجود أجهزة ذكية مُتعددة في منزلك، يصبح التتبع عبر الأجهزة مُمكنًا. وهذا يعني أنه يمكن دمج البيانات التي تم جمعها بواسطة جهاز واحد مع بيانات من جهاز آخر، مما يؤدي إلى إنشاء ملف شخصي أكثر تفصيلاً لك. على سبيل المثال، قد يتتبع التلفزيون الذكي ما تُشاهده بينما يستمع مكبر الصوت الذكي إلى محادثاتك. عند الجمع، تقدم هذه الرؤى رؤية شاملة لسلوكك.
إحدى الطرق لإدارة التتبع عبر الأجهزة هي اتباع مسار “ليس كل جهاز يجب أن يكون جهازًا ذكيًا”. بهذه الطريقة، يُمكنك منعها من معرفة الكثير عنك.
7. اختراق الجهاز
إنَّ أحد مخاطر الخصوصية المُهمة التي غالبًا ما يتم تجاهلها هو إمكانية اختراق الجهاز والوصول غير المصرح به. في حين أن العديد من أجهزة المنزل الذكي تأتي مع تدابير أمنية، إلا أنها ليست معصومة من الخطأ.
ذكرت شبكة CNN حالة مُحددة في عام 2019، حيث تمكَّن أحد القراصنة من السيطرة على كاميرا Ring داخل منزل عائلة. قام القراصنة بمُضايقة أفرادها من خلال التحدث عبر مكبرات الصوت الخاصة بالجهاز. سلطت هذه الحادثة الضوء على ضعف أجهزة المنزل الذكي أمام القراصنة الذين يُمكنهم استغلال كلمات السر الضعيفة أو العيوب الأمنية.
على الرغم من أنَّ الشركات تقوم بتحديث ميزات الأمان الخاصة بها بانتظام، فإنَّ خطر حصول شخص ما على وصول غير مصرح به إلى أجهزتك — وبالتالي منزلك — يظل مصدر قلق خطير بشأن الخصوصية. تحقق من طرق لحماية منزلك الذكي من المُخترقين.
8. تغيير سياسات الخصوصية
أحد أكثر مخاوف الخصوصية التي يتم تجاهلها هو أنَّ سياسات الخصوصية يُمكن أن تتغير في أي وقت. عندما تقوم بإعداد جهاز منزلك الذكي لأول مرة، ربما تكون قد وافقت على مجموعة معينة من الشروط والأحكام، ولكن يُمكن للشركات تحديث هذه السياسات دون إشعار يذكر.
ما كان في السابق خدمة خاصة نسبيًا يمكن أن تصبح فجأة أكثر تدخلاً — وإذا لم تكن مُنتبهًا، فقد لا تدرك حتى مدى هذه التغييرات.
إن إدخال الأجهزة الذكية إلى منزلك يمكن أن يجعل الحياة أسهل بعدة طرق، ولكن من المهم أيضًا التفكير في التنازلات المُتعلقة بالخصوصية. إن إدراك هذه العيوب واتخاذ خطوات لحماية خصوصيتك يمكن أن يساعدك في الاستمتاع بفوائد المنزل المتصل دون التضحية (بالكثير) من معلوماتك الشخصية. يُمكنك الإطلاع الآن على الأجهزة الأساسية التي يجب أن تكون في كل منزل ذكي.