بعض الخرافات الشائعة المُتعلقة بالذكاء الاصطناعي والتي هي غير صحيحة

كان هناك الكثير من الضجيج المُرتبط بنماذج الذكاء الاصطناعي مُؤخرًا ، لا سيما مع إصدار بعض من أدوات الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدمًا مثل ChatGPT و MidJourney و Chatsonic و Google Bard وغيرها الكثير.

لقد شهدنا قدرة الذكاء الاصطناعي البديهية على التعلم والتحسين الذاتي — كل ذلك من أجل تحسين إنتاجيتنا. ولكن تستمر تحفظات الكثير من الأشخاص والتخوف من تأثيره السلبي المُحتمل في النمو مع تطور تقنياته ، مما يُؤدي إلى المفاهيم الخاطئة التي يجب تصحيحها. تحقق من أشياء يجب تجنب طلبها من روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

بغض النظر عن شعورك تجاه الذكاء الاصطناعي ، فهو موجود ليبقى ، ومن المُحتمل أن نعتمد عليه أكثر وأكثر مع مرور الوقت. دعنا نلقي نظرة على بعض الخرافات التي يجب أن تتوقف عن تصديقها.

نظرة سريعة على تأثير الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي (AI) ببساطة يُقلد الذكاء البشري من خلال تضمينه في الآلات. أحد أهدافه هو رفع مستوى التفكير المعرفي في أجهزة الكمبيوتر — بدقة أكبر وتحيز أقل.

يُؤثر الذكاء الاصطناعي على حياتنا اليومية منذ فترة طويلة. على سبيل المثال ، فقد لعب دورًا مُهمًا في اكتشاف Google/NASA لكوكب Kepler-90i في عام 2017 ، كما تم إصداره على موقع NASA الإلكتروني. كان هذا هو الدور الأول للذكاء الاصطناعي في علم الفلك الذي سلط الضوء على إمكاناته العظيمة في الفضاء.

تتجلى تقنيات الذكاء الاصطناعي في الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة إنترنت الأشياء. ربما تكون قد شاهدت حالات استخدامه الحديثة في التزييف العميق لمقاط الفيديو ، وإنشاء الصور من المُطالبات النصية ، وروبوتات الدردشة الذكية بشكل بديهي.

بالإضافة إلى تأثيره على الأعمال والمهام البشرية ، يشمل الذكاء الاصطناعي الطب وعلم الفلك والزراعة وصناعة البرمجيات.

ومع ذلك ، أثارت المفاهيم الخاطئة حول الذكاء الاصطناعي مخاوف مُتنامية مع مرور الوقت. يعتقد المُستقبليون والتقنيون بقوة أنَّ تأثير الذكاء الاصطناعي لا حدود له.

دعونا نلقي نظرة نقدية على بعض هذه الأساطير ونبحث عن الحقائق والأكاذيب التي تشملها.

1. سوف تقضي الآلات على المُدخلات البشرية في مكان العمل

ذكرت إحصائية مكان العمل لعام 2019 من قبل CNBC/SurveyMonkey أنَّ 60 بالمائة من القوى العاملة في الولايات المُتحدة تخشى أن يحل الذكاء الاصطناعي محلها في العمل. على الرغم من وجود العديد من الأسباب التي تدفع شركات التكنولوجيا إلى الاستغناء عن الوظائف التقليدية والروتينية ، فإنَّ ظهور الذكاء الاصطناعي ليس واحداً منها.

تقول هذه الخرافة المُثيرة للجدل أنَّ الآلات ستقضي في النهاية على المدخلات البشرية في مكان العمل. ولكن في الوقت الذي يستمر فيه اضطراب مكان العمل المُتأثر بالذكاء الاصطناعي ، وتتراجع بعض المهارات والوظائف بالفعل بسبب تأثيره ، فإنَّ ظهور الذكاء الاصطناعي مسؤول أيضًا عن الوظائف والمهارات الناشئة المطلوبة.

يتوقع المنتدى الاقتصادي العالمي أنَّ “التحول في تقسيم العمل بين البشر والآلات” يُمكن أن يحل محل حوالي 85 مليون وظيفة على مستوى العالم بحلول عام 2025. وتوقعت نفس الإحصائية أنَّ الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يخلق 97 مليون دور جديد في العديد من الصناعات.

مع ذلك ، من المفهوم أنَّ البشر بحاجة إلى صقل المهارات لسد الفجوات الناشئة في المهارات المطلوبة التي أنشأها الذكاء الاصطناعي.

تكشف الإحصائيات الصادرة عن Zippia أيضًا أنَّ التشغيل الآلي تسبب في فقدان ما يقرب من 260.000 وظيفة في الولايات المتحدة منذ عام 2000. ومعظم هذه الوظائف عبارة عن وظائف تصنيعية يُمكن أن تُعرض البشر للكثير من المخاطر في مكان العمل. ومن ثم ، فإنَّ هذا الاستبدال كان مفيدًا فقط وليس ضارًا. من غير المُحتمل أن تحل الآلات محل موظف يُمكنه التحكم فيها.

على سبيل المثال ، لدى ChatGPT العديد من حالات الاستخدام العملي في البرمجة. على الرغم من أنَّ ChatGPT قد يكتب التعليمات البرمجية بنجاح ، إلا أنَّ مهندس البرمجيات الماهر فقط يعرف نوع المُطالبات التي ستُحسن استجابات ChatGPT للحصول على المخرجات المطلوبة.

على الرغم من وجود أكثر من 500.000 روبوت مُتجول في مستودعات Amazon ، أفادت شركة Macrotrends بأنَّ معدل توظيف القوى البشرية لديها قفز إلى 23 بالمائة بين عامي 2020 و 2021. وقد انخفض هذا بنسبة 4.17 بالمائة فقط في عام 2022 بسبب تسريح العمال ، وهو ما عزاها رئيسها التنفيذي ، آندي جاسي ، إلى الصعوبات الاقتصادية (لا من أجل استخدام الذكاء الاصطناعي). تحقق من أسباب عدم قدرة الذكاء الاصطناعي على استبدال البشر في العمل.

لا يُمثل الذكاء الاصطناعي تهديدًا لعملك في حد ذاته. إنه يُساعد فقط في تحسين إنتاجية العمال من خلال تقليص حجم المهام التي يحتاج المُوظفون إلى القيام بها.

بشكل عام ، لديك مخاطر أقل لفقدان وظيفتك بسبب الذكاء الاصطناعي إذا كنت تتمتع بمهارات عالية. أثناء إنشاء أدوار جديدة وإلغاء بعضها ، سيزيد الذكاء الاصطناعي من الأدوار الحالية. علاوة على ذلك ، لا يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يتفوق على الذكاء العاطفي الذي يضعه البشر في العمل — بغض النظر عن مدى صعوبة المحاولة.

2. الذكاء الاصطناعي سوف يُسيطر على العالم

يجب أن يتم التعامل مع هذه الخرافة بشكل منطقي. بينما حذر بعض خبراء الذكاء الاصطناعي البارزين من المخاطر الوشيكة للذكاء الاصطناعي ، ما مدى فهمنا لوجهات نظرهم؟

فكرة إنشاء آلات أكثر ذكاءً من البشر هي فكرة مُثيرة للجدل. يعتقد أمثال ستيفن هوكينج ونيك بيلتون أنَّ الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يخرج عن سيطرة الإنسان في المستقبل. أثار هذا الخوف من اقتراب نهاية العالم بسبب الروبوتات ، كما تم تصويره في العديد من أفلام الخيال العلمي.

كحجة مضادة ، أدلى Elon Musk (الرئيس التنفيذي لشركة Tesla) ببيان أكثر منطقية حول اللوائح والضوابط والتوازنات. لقد قارن الذكاء الاصطناعي بكيان قد نفقد السيطرة عليه إذا فعلنا شيئًا أحمق.

في الآونة الأخيرة ، دعا Elon Musk أيضًا إلى وقف تطوير الذكاء الاصطناعي ، إلى جانب العديد من الشخصيات الأخرى ، بما في ذلك المُؤسس المشارك لشركة Apple ستيف وزنياك. وأشاروا إلى أنه حتى مطوري الذكاء الاصطناعي قد يفقدون السيطرة عليه. لكن هذا يعتمد على المدى الذي نقطعه لتحقيق شيء لا يُمكننا التحكم فيه.

على الرغم من أنَّ الكفاءة والدقة هي نقاط القوة في الذكاء الاصطناعي ، إلا أنه لا يزال من الواضح أنَّ الذكاء الاصطناعي لا يُمكنه أبدًا بلوغ مستوى الحدس والعاطفة لدى الشخص. لذا فإن انقلابه الغامض ، وهو أمر غير منطقي ، يعتمد على ما نصنعه منه.

الحجة الأكثر صلابة هي أنَّ الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يخذلنا. في الواقع ، كان هناك دليل على فشل الذكاء الاصطناعي في الطب. ومن الأمثلة على ذلك نظام علاج السرطان WATSON الخاص بشركة IBM والذي فشل بسبب ضعف التدريب ، وفقًا لمراجعات مستشفى Becker’s Health IT.

مثال آخر هو تقرير نيويورك تايمز الذي يشرح بالتفصيل وفاة أحد المشاة الذي اصطدمت به مركبة Uber يقودها طيار آلي. هذا نتيجة لنقص المدخلات البشرية في ضبط التفاصيل للذكاء الاصطناعي. تحقق من هل يُمكن لـ ChatGPT توفير معلومات صحية موثوقة؟

3. الذكاء الاصطناعي سوف يتطور ذاتيًا ويُصبح فوق طاقة البشر

يعرض فيلم The Machine عام 2014 شخصية روبوت أنثوية أصبحت هائجة بعد بلوغها ذكاء عاطفي. تميل أفلام الخيال العلمي مثل هذه إلى تشكيل آراء الناس حول مُستقبل الذكاء الاصطناعي. لكن تأسيس مُعتقداتنا على مجرد خيال أمر غير عملي.

من الواضح أنَّ الذكاء الاصطناعي يُؤثر الآن على عمليات صنع القرار في ذكاء الأعمال وعلم الفلك والطب والصيدلة. لكن تظل الحقيقة أنه بغض النظر عن مدى جودة تدريب الآلة ، فإنها تقتصر فقط على البيانات المُتاحة ولا يمكنها التفكير بنفسها خارج نطاق ما يتم إدخاله.

يُعتبر التفكير الذاتي قيدًا سيستغرق وقتًا طويلاً لتجاوز الذكاء الاصطناعي. ربما لن يحدث ابدًا ، حيث تعتمد معظم العمليات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي دائمًا على الحكم النهائي للناس ليقرروا.

لذلك ، فإن التفكير في إمكانات الذكاء الاصطناعي على أنها تطغى علينا أمر سخيف إلى حد ما. من المنطقي أكثر تصوير الذكاء الاصطناعي على أنه خادم مُعاصر يقوم بمهام شاقة بشكل أكثر دقة وكفاءة مما نستطيع. ليس له ذكاء أكثر منا.

4. الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة مُترادفان

يتم في بعض الأحيان المُكافأة بشكل خاطئ بين الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة. هذه المُصطلحات ليست هي نفسها ، رغم أنها مُترابطة.

يعود أصل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة إلى الخمسينيات من القرن الماضي. صاغ آرثر صامويل من شركة IBM مُصطلح “تعلم الآلة” في عام 1952 — بعد أن طور بنجاح تطبيق كمبيوتر يلعب لعبة الداما أتقن جميع الأدوار السابقة.

ومع ذلك ، ظهرت الحاجة إلى تطوير آلات ذات أدمغة اصطناعية إلى دائرة الضوء في أواخر الأربعينيات. ولأنه كان من الضروري وجود مصطلح أوسع لكل ما تفعله الآلة ، بما في ذلك التعلم ، فقد أصبح الذكاء الاصطناعي تخصصًا في عام 1956.

نتيجة لذلك ، فإنَّ استخدام كلا المصطلحين بشكل مترادف ليس صحيحًا تمامًا. تعلم الآلة هو عملية تتعلم من خلالها الآلة تنفيذ مُهمة مُحددة بكفاءة بناءً على أنماط المعلومات التي شاهدتها من قبل.

من ناحية أخرى ، يتضمن الذكاء الاصطناعي جميع العمليات ، بما في ذلك تعلم الآلة ، الذي يُحاكي الذكاء البشري. تحقق من كيف تصبح مهندس تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي: دليل المبتدئين.

5. الروبوتات هي المنتجات الوحيدة للذكاء الاصطناعي

من الطبيعي أن تتبادر الروبوتات إلى الذهن في كل مرة يتردد فيها صدى القوة التي يُوفرها الذكاء الاصطناعي. لكن الذكاء الاصطناعي ينطبق على جميع مجالات التكنولوجيا. لذلك إذا كانت الروبوتات هي المنتجات الوحيدة للذكاء الاصطناعي ، فإنها ستظهر في كل مكان.

إلى جانب مفهوم الروبوتات ، يُقدم الذكاء الاصطناعي إبداعات أكثر تعقيدًا. نظام التعرف على الوجه وبصمات الأصابع للهواتف الذكية والمنازل الذكية ومعدات الرعاية الصحية وذكاء الأعمال ، من بين أمور أخرى ، كلها ذكاء اصطناعي.

الروبوتات ليست سوى جانب واحد من الأتمتة التي قد تعتمد على الذكاء الاصطناعي. في بعض الحالات ، يُمكننا فصل كلا المُصطلحين.

في جوهرها ، ليس بالضرورة أن تكون الروبوتات من منتجات الذكاء الاصطناعي. في بعض الأحيان ، قد تكون مجرد مزيج من المُكوِّنات الميكانيكية والكهربائية. يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤثر فقط على كيفية تصرف هذه الروبوتات عند تطبيقها. لكن لا يزال بإمكان الروبوت أن يوجد بشكل مُستقل عن الذكاء الاصطناعي. تحقق من معظم روبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي للتحدث معها والاستمتاع.

كن على اطلاع: استفد من الذكاء الاصطناعي

هدف الذكاء الاصطناعي هو مساعدة البشر على إنجاز المهام بشكل أسرع وأكثر كفاءة. لكن بعض الجدل حوله يُصوره على أنه تهديد وليس حلاً. نأمل أن تكون في وضع أفضل لفهم الحقيقة وراء الذكاء الاصطناعي بعد قراءة هذه الخرافات.

لا تنس أن ما تعتقده هو أيضًا عامل في كيفية اختيار استخدام الذكاء الاصطناعي أو التفكير فيه. يُمكنك الإطلاع الآن على كيف سيعمل الذكاء الاصطناعي على تعزيز مُستقبل الرعاية الصحية.