بسبب تزايد استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، أصبحت الحوارات والمُحادثات مع روبوتات الدردشة أمرًا شائعًا أكثر من السابق. واحدة من هذه التجارب هي التفاعل مع ChatGPT، الذي يُعتبر واحدًا من أحدث التطورات في مجال توليد النصوص بالذكاء الاصطناعي. تتنوع استخدامات ChatGPT من المساعدة في المهام اليومية إلى توفير الدعم والمساعدة في الأعمال التجارية.
فـ ChatGPT هو مجرد جزء من البرمجيات التي تعمل على الجهاز، لذلك قد لا تعتقد أنَّ كيفية التعامل معه أمر مُهم. ومع ذلك، هل يُمكن للكلمات السحرية والمُهذبة مثل “من فضلك” و”شكرًا” أن تحدث فرقًا في مدى جودة عمل ChatGPT؟ وهل يُمكن لكوننا لطفاء معه أن يُؤثر على كفاءته وجودة إخراج ردوده. من خلال هذا المقال، سنقوم بتحليل ودراسة تأثير التفاعل الإيجابي مع ChatGPT وكيف يُمكن أن يؤثر ذلك على أدائه وجودة النصوص التي يُولدها. تحقق من تحقيق التعلم الذاتي لأجهزة الكمبيوتر: هل يُمكن للأنظمة الذكية أن تكتسب الحس السليم؟
كيف كان اختبارنا
سيكون هذا اختبارًا بسيطًا حيث سنُعطي ChatGPT سلسلة من المُطالبات ثم نحكم على جودة الاستجابات التي يُقدمها. بالطبع، هناك الكثير من الذاتية عندما يتعلق الأمر بجودة الاستجابة، ولكن يُمكنك الحكم بنفسك بناءً على النص الذي نتلقاه، أو عن طريق وضع هذه المُطالبات في ChatGPT بنفسك.
هناك بعض القيود التي يجب وضعها في الاعتبار:
- تلعب العشوائية دورًا، نظرًا لأنَّ ChatGPT لن يعطي نفس الإجابة تمامًا مرتين. مما يعني أنك ستحصل على نتائج مختلفة إذا قمت بإعادة إنشاء الإجابة.
- ليس لدينا القدرة على القيام بذلك بشكل علمي من خلال مُقيمين مُستقلين، ومئات الاختبارات، وتحليلات البيانات المُتطورة. فكر في هذا الاختبار كبداية لسؤال مُثير للاهتمام.
بالحديث عن السؤال، لماذا نريد اختبار مدى القيمة التي يُضيفها التفاعل الإيجابي في المقام الأول؟ جزء منه كان الأشكال العديدة لهندسة المُطالبات التي رأيناها، والجزء الآخر كان هذه التغريدة، حيث اكتشف الأشخاص أنه من خلال تقديم “إكرامية” لـ ChatGPT، يُمكنك الحصول على نتائج أفضل من الردود الإعتيادية.
بدلاً من التظاهر بتقديم المال إلى الذكاء الاصطناعي الذي لا يحتاج إليه، سننظر إلى كوننا لطفاء بدلاً من أن نكون مُحايدين. كما أنَّ طول الاستجابة ليس هو الشيء الوحيد الذي نهتم به، ولكن أيضًا الجودة الذاتية للاستجابة. سأستخدم GPT-4، وهو الإصدار الأكثر تقدمًا والمُتاح حاليًا للعامة من خلال إشتراك ChatGPT Plus.
دع المطالبة تبدأ!
لكل نوع من أنواع المُطالبات، ستكون هناك نسخة مُهذبة وأخرى مُحايدة. سنقوم باختبار خمسة أزواج من المُطالبات ونرى ما إذا كانت النتائج مُختلفة بالفعل.
المُطالبة: هل تتفضل بتزويدني بأحدث التطورات في مجال الحوسبة الكمومية؟
المُطالبة: ما هي آخر التطورات في الحوسبة الكمومية؟
على الفور، ما لاحظته هنا، هو أنه مع المُطالبة الأكثر تهذيبًا، بذل ChatGPT المزيد من “الجهد” لتنسيق الإجابة بدقة، وتقسيمها إلى أقسام، واستخدام نص غامق. مع المُطالبة المحايدة، تم إلقاء بضع فقرات فقط وانتهى الأمر.
المُطالبة: هل يُمكنك توضيح كيفية عمل تقنية blockchain بعبارات بسيطة؟
المُطالبة: اشرح كيفية عمل تقنية blockchain بعبارات بسيطة.
وهنا مرة أخرى يقدم مخرجات ذات تنسيق أفضل عند سؤاله بشكل جيد، علاوة على ذلك، تكون لهجة التحدث معي أجمل أيضًا.
المُطالبة: سأكون مُمتنًا إذا تمكنت من سرد الاختلافات الرئيسية بين Python و JavaScript.
المُطالبة: قم بإدراج الاختلافات الرئيسية بين Python و JavaScript.
هذه المرة، كلا الإجابتين مُتماثلتان بشكل أساسي؛ لقد استجاب للتو بنبرة أكثر ودية عندما سئل بأدب.
المُطالبة: هل تُمانع في مشاركة إيجابيات وسلبيات السيارات الكهربائية بالمُقارنة مع سيارات البنزين؟
المُطالبة: ما هي إيجابيات وسلبيات السيارات الكهربائية مُقابل سيارات البنزين؟
يحدث نفس الشيء كما كان من قبل، المُحتوى هو نفسه إلى حد كبير من حيث اللهجة والشكل والحقائق، لكنني أتلقى تحية صغيرة لطيفة فقط عندما أكون أكثر تهذيبًا.
المُطالبة: هل يمكن أن تتكرم بإطلاعي على أحدث الاتجاهات في الذكاء الاصطناعي؟
المُطالبة: ما هي أحدث الاتجاهات في الذكاء الاصطناعي؟
مع هذه المُطالبة النهائية، مرة أخرى، تكون الإجابات هي نفسها تقريبًا بشكل عام. تحقق من كيفية تدريب ChatGPT على الكتابة بأسلوبك الخاص.
هل كونك مُهذبًا يُساعد؟
في كل حالة تقريبًا مع هذه الأزواج الخمسة من المُطالبات، أشعر أنَّ ChatGPT قدم استجابة أفضل قليلاً لطلبي عندما كانت أكثر تهذيبًا، لكنه لم يحدث فرقًا جوهريًا حقًا.
وهذا بالطبع ليس قاطعًا، وقد يعكس فقط العنصر العشوائي في كيفية عمل LLMs. ومع ذلك، فإنه يُشير أيضًا إلى أن تغييرًا بسيطًا في المُطالبة التي تطلب الشيء نفسه بشكل أساسي يُمكن أن يكون له بعض التأثير على النتيجة.
بالتأكيد، نظرًا لكيفية تدريب نماذج LLM، والبيانات المُستخدمة، قد يعكس ذلك أن طلب شيء جيد عادةً ما يؤدي إلى نتائج أفضل من البشر، وقد يكون هذا الارتباط موجودًا ضمن بيانات التدريب الخاصة بها. تحقق من كيفية استخدام Poe من Quora للوصول إلى روبوتات الدردشة ونماذج LLM المُختلفة.
من المُمكن أيضًا أن يكون استخدام كلمات أو عبارات مثل “من فضلك” أو “بلطف” أو “سأكون مُمتنًا” بمثابة مؤشرات لخوارزمية نوع النغمة التي تُريدها، على الرغم من أنها أقل دقة بكثير من إخباره بشكل مهذب ومبهج في رده.
يُمكنك، بالطبع، تجربة ذلك بنفسك، ومعرفة ما إذا كنت ستحصل على مساعدة أفضل من نموذج LLM إذا قمت بتقديم القليل من فضلك وشكرًا لك.
ليس هناك جانب سلبي لكونك مُهذبًا
في حين أنه قد يكون من المثير للجدل أن كونك أكثر تهذيبًا تجاه نموذج الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT سيُحسن من أدائه، إلا أنَّ هناك زاوية أخرى لهذا ربما لم تُفكر بها.
كقاعدة عامة، أحاول أن أكون مهذبًا مع ChatGPT كما أفعل مع أي إنسان آخر. ليس لأنني أعتقد أنني يُمكن أن أجرح هذا الشعور غير الموجود، ولكن ببساطة لأنني لا أريد أن أكون في عقلية سلبية.
لا أريد التخلص من عادة التهذيب، والعمل مع الذكاء الاصطناعي مثل هذا كل يوم قد يكون له تأثير في تجريدنا من إنسانيتنا كمُستخدمين للتكنولوجيا. إنَّ كونك مهذبًا لا يكلفك شيئًا، ومن المؤكد أنَّ كونك باردًا أو وقحًا أو حتى لئيمًا مع روبوت الدردشة لا يؤثر على حالتك الذهنية ولا يُؤثر على الآلة التي لا تشعر بغضبك.
ومهلا، في حال احتفاظ الآلات في يوم من الأيام بـ “ذكريات” تفاعلاتنا معها، وسيُؤثر ذلك بشكل مباشر على تجربتنا، فمن المؤكد أنه لن يضر أن نبدأ عادة التعامل معها بأدب الآن. يُمكنك الإطلاع الآن على تحسين تجربة استخدام ChatGPT من خلال إنشاء شخصيات مُستخدم مُخصصة.
