هل تساءلت يومًا كيف بإمكان الصحفيين الاستقصائيين أو الوكالات الحكومية أو وكالات إنفاذ القانون جمع بعض أكثر المعلومات غموضًا؟
ربما سمعت عن مصطلح يسمى “استخبارات المصادر المفتوحة” (OSINT). ربما يبدو الأمر معقدًا وخارج نطاقك ، لكن هذا ليس هو الحال.
ما هي استخبارات المصادر المفتوحة (OSINT)؟
أولًا ، علينا تقسيم المفهوم إلى قسمين.
على الإنترنت ، يشير “المصدر المفتوح” إلى أي معلومات متاحة للجمهور على الإنترنت. يُقصد بمصطلح “الاستخبارات” أي معلومات تم جمعها لغرض مهني مُتحفظ. ويشيران معًا إلى المعلومات والاستخبارات المُستخلصة من المصادر المفتوحة مثل مواقع التواصل الاجتماعي ، الإعلام المرئي والمطبوع ومواد المكتبات ، وهي نقيض الاستخبارات بالطرق السرية المغلقة.
وفقًا لوزارة الدفاع الأمريكية ، يتم تعريف OSINT على أنها “معلومات استخباراتية يتم إنتاجها من المعلومات المتاحة للجمهور ويتم جمعها واستغلالها ونشرها في الوقت المناسب إلى الجمهور المناسب لغرض تلبية متطلبات استخباراتية مُحددة”.
في الوقت نفسه ، يجب التأكيد على ماهية OSINT: جمع المعلومات الخاصة بك ، مثل الرسائل النصية بين الأصدقاء أو سلاسل البريد الإلكتروني بين زملائك.
لا يعتبر البحث البسيط في Google بالضبط OSINT. تتجاوز هذه الممارسة كتابة الكلمات الرئيسية على محرك البحث ، وتتعمق في ما يُعرف باسم “الويب العميق” — مواقع الويب أو الصفحات الموجودة على الإنترنت ، ولكن لا يمكن الوصول إليها عبر محرك البحث المعتاد مثل Google أو Yahoo.
من أين أتت OSINT؟
ممارسة OSINT ليست جديدة. يُمكن إرجاع أصولها إلى الجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية ، حيث أنشأت الحكومة ما كان يسمى خدمة مراقبة البث الأجنبي (FBMS) لجمع وتحليل والوصول إلى المعلومات العامة الصادرة عن المنظمات الأجنبية.
في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 ، أسست الحكومة الأمريكية مركز المصدر المفتوح (OSC) تحت إشراف وكالة المخابرات المركزية.
قبل الإنترنت ، تم جمع معلومات OSINT من خلال مصادر تقليدية أكثر ، مثل الصحف والمجلات والتسجيلات التلفزيونية والإذاعية والصور وما إلى ذلك. مع كون مواقع التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من العديد ، إن لم يكن كل الأنشطة الشخصية والمهنية في القرن الحادي والعشرين ، أصبح جمع المعلومات العامة على منصات مواقع التواصل الاجتماعي جزءًا من OSINT. ظهر مصطلح جديد أيضًا لوصف ذلك ، SOCMINT (ذكاء مواقع التواصل الاجتماعي) ، وهو مصنف كمجموعة فرعية من OSINT.
يعتبر تحديد الموقع الجغرافي أيضًا جزءًا من OSINT ، ويُمكن جمعه.
من يستخدم OSINT؟
يتم استخدام OSINT من قبل المُتخصصين في مُختلف الصناعات. كأمثلة:
- يجمع الصحفيون معلومات حول موضوع ما لمساعدتهم في التقارير الاستقصائية.
- يقوم محترفو الأمن السيبراني بمراقبة وتحديد المتسللين.
- يقوم ضباط إنفاذ القانون بجمع الأدلة لقضية جريمة ما.
- تقوم الشركات بجمع البيانات عن الشركة عند إجراء العناية الواجبة.
تُقدم العديد من الشركات الآن تدريب OSINT للموظفين. حتى أنَّ البعض منها لديها فريق مُتخصص من المحللين وباحثي السوق الذين يؤدون أنشطة OSINT.
ما هي قيمة OSINT؟
كما تُوضح الأمثلة أعلاه ، فإنَّ OSINT مهمة في العديد من الصناعات. إنها تخدم غرضًا مشتركًا ، وهو اكتشاف أي نشاط يحتمل أن يكون مشبوهًا أو غير قانوني. يتم استخدامها أيضًا من قبل الشركات لحماية أنفسها وعملائها من انتهاكات البيانات والخصوصية.
الأشخاص الذين يستخدمون OSINT أيضًا سيكونون بعيًدا عن الإجهاد الناتج عن العلاقات الصارمة نتيجة للتعامل مع ، على سبيل المثال ، المعلومات الاستخبارية من المصادر البشرية.
تُعد OSINT عمومًا طريقة أرخص لجمع البيانات مقارنةً بأساليب التحقيق التقليدية. تعتمد العديد من أدوات OSINT على الاشتراك وتُقدم مجموعة من الحزم للشركات بناءً على احتياجاتها.
يتم تحديث استخبارات المصادر المفتوحة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي باستمرار. على سبيل المثال ، ستكون حالة Facebook العامة المحدثة حديثًا لشخص ما أحدث وبالتالي ذات صلة مقارنةً بمقال إخباري كتب عنه قبل خمس سنوات.
يضمن تعريف القانون لـ OSINT أيضًا أنها ممارسة قانونية. تعمل قوانين حماية البيانات التي تم تقديمها في السنوات الأخيرة ، مثل لائحة حماية البيانات العامة للاتحاد الأوروبي ، على تقوية الأساس القانوني لـ OSINT. طالما أنَّ الشركات تقوم بأداء OSINT ضمن الحدود المُحددة ووفقًا للقانون ، فإنَّ أي معلومات يتم الحصول عليها تكون قانونية وقابلة للاستخدام.
ما هي عيوب OSINT؟
تبدو OSINT قوية ، لكنها لا تخلو من نقاط الضعف. يعاني العديد من المهنيين الذين يستخدمون OSINT من زيادة تحميل المعلومات ، وسيستغرق الأمر وقتًا طويلاً بالنسبة لهم لتصفية كل التفاصيل.
بعد ذلك ، عند إجراء SOCMINT ، من الصعب للغاية التحقق من شرعية كل التفاصيل التي تم جمعها. تتمثل إحدى عيوب أدوات OSINT في أنَّ العديد منها لا يمتلك وظائف التحقق من الحقائق ، مما يجعل التمييز بين الأخبار الصادقة والأخبار المُزيفة مهمة صعبة.
ثلاث أدوات OSINT للمبتدئين
لا تقتصر استخبارات المصادر المفتوحة على الشركات القادرة على الوصول إلى أدوات OSINT. إذا كنت مهتمًا باستكشاف عالم OSINT ، فإليك بعض الأدوات البسيطة والشائعة التي يُمكنك استخدامها.
1. Maltego
تأسست Maltego في عام 2008 ، وهي أداة OSINT السائدة لأولئك الذين هم في هذه الصناعة. الأداة قادرة على مراقبة وتخطيط الروابط بين الكيانات ، وتقديم تصور لنتائجها مما يجعل العمل أسهل للباحثين. كما أنها مفيدة بشكل لا يُصدق عندما يتعلق الأمر بتحديد البرامج الضارة.
تعمل Maltego بموجب ترخيص مع مجموعة متنوعة من الحزم للاختيار من بينها. تقدم الشركة أيضًا التدريب والدعم الفني لعملاء الأعمال.
2. TheHarvester
تُستخدم TheHarvester للبحث عن بيانات حول شركة وتقييم التهديدات الخارجية على الإنترنت. تجمع الأداة البيانات من أكثر من عشرين محرك بحث ومواقع ويب رئيسية ، بما في ذلك Google و Bing و Yahoo و Twitter ، وتجمع أي معلومات استخباراتية يُمكن أن تجدها في المجال العام.
3. Wayback Machine
هل حاولت يومًا البحث عن صفحة ويب ، لتكتشف أنها لم تعد موجودة؟ Wayback Machine هنا لدعمك.
موقع الويب عبارة عن أرشيف للإنترنت. ما عليك سوى إدخال اسم الصفحة التي تبحث عنها ، وسيعود Wayback Machine مع كل صفحة محذوفة ذات صلة.
استخبارات المصدر المفتوح
في عصر شبكات التواصل الاجتماعي أين يُمكن العثور عمليًا على كل شيء عبر الإنترنت ، يبدو أنَّ OSINT أداة قوية وشاملة. لكن يجب أن نتذكر أنه بأي شكل من الأشكال ، وبأي طريقة ، فإن إجراء عمليات التحقق من الخلفية سيكون له دائمًا مخاطر.
لا تتعلق النقطة الأساسية في OSINT بما تجده ، ولكن ما تفعله بما تجده. طالما يتم استخدام المعلومات التي تم جمعها بشكل مهني وأخلاقي ، يُمكن أن تُساعد OSINT في حماية المجتمعات الضعيفة عبر الإنترنت من تهديدات الأمن السيبراني.
